تعرض الريف المصري عبر عقود طويلة مضت إلى نوع من "التشويه الدرامي" عبر مسلسلات تقدم صورة زائفة ومصطنعة للمجتمعات القروية، من خلال لهجة مبالغ في غرابتها، وأزياء ذات طابع فولكلوري سياحي، وطاقم تمثيل نسائي يضم فنانات يستيقظن من النوم وهن بكامل مساحيق الوجه والعيون.
من هنا تأتي أهمية مسلسل "ظلم المصطبة" الذي يُعرض حاليًا في النصف الثاني من شهر رمضان ضمن الأعمال ذات الـ 15 حلقة، وتدور أحداثه في مجتمع ريفي ضمن إطار من التشويق والإثارة والرغبة في الانتقام، وتلعب بطولته ريهام عبد الغفور، وفتحي عبد الوهاب، وإياد نصار، وبسمة.
ورغم أن مكان التصوير ليس قرية وإنما مدينة ذات طابع ريفي هي دمنهور، التي تقع على بعد نحو 55 كيلومترًا من الإسكندرية، إلا أن العمل قدم صورة شديدة المصداقية لحياة الأفراد والعائلات ذات الأصول الفلاحية.
لجأ صناع العمل، لا سيما المخرج محمد علي والمؤلف أحمد فوزي صالح والسيناريست محمد رجاء، إلى الشوارع الحقيقية والمحلات الواقعية والأماكن المفتوحة، مع أراضٍ زراعية ومزارع مواشي، فجاءت المشاهد حية، ونابضة، وذات طابع واقعي، على عكس ما كان يحدث سابقًا من الاعتماد على الديكورات الاصطناعية والاستديوهات المغلقة.
شملت تلك الحالة من المصداقية ملابس كل من ريهام عبد الغفور وبسمة اللتين ظهرتا في العديد من المشاهد دون مساحيق وجه نهائيًا، وعلى نحو جعلهما نموذجين شديدي الواقعية، وكذلك ملابس فتحي عبد الوهاب في دور رجل الأعمال الريفي وأحمد عزمي في دور خطيب المسجد.
وتعزف الحبكة الرئيسة للعمل على وتر الانتقام والوعيد، إلى جانب فكرة الغدر بين الأصدقاء، من خلال اثنين من رفاق العمر اللذين سافرا قديمًا إلى ليبيا وكونا ثروة هناك عبر أنشطة غير مشروعة، إلا أن أحدهما يسقط في قبضة السلطات بينما يهرب الآخر.
يعود الهارب وبحوزته حقائب ضخمة مليئة بالدولارات، لكنه لا يكتفي ببيع صديقه والغدر به، وإنما يسعى لتشويه صورته في عين حبيبته التي كانت في حكم خطيبته، ثم يتزوجها، في خلفية درامية مثيرة تنطلق منها الأحداث على وقع الرغبة في الانتقام.
