توفي مغني الروك البريطاني المخضرم كريس ريا عن عمر ناهز 74 عاماً، بعد صراعٍ مع المرض، في لحظة أليمة جاءت في أسبوع عيد الميلاد، ليترك وراءه إرثاً موسيقياً خالداً، أبرزها أغنيته الشهيرة Driving Home for Christmas.
ولم تكن الأغنية مجرد احتفال بالعودة إلى العائلة بعد رحلة طويلة، بل كانت أيضاً انعكاساً لهدية غير متوقعة أنقذت مسيرته المهنية ومنزله على حد سواء، لتصبح علامة فارقة في ذاكرة محبي موسيقى الروك والأعياد.
وتعود فكرة ولادة أغنيته الشهيرة إلى عام 1978، عندما كان يقود سيارته من طراز أوستن ميني برفقة زوجته جوان، عائدين شمالاً على الطريق السريع M1 من استوديوهات آبي رود في لندن.
وأثناء الزحام المروري، ترنَّمَ ببداية اللحن الذي كتبه لاحقاً إلى زوجته، متخيلًا أن الأغنية قد تناسب فناناً آخر مثل فان موريسون.
في ذلك الوقت، كانت مسيرته الفنية تمر بمرحلة صعبة، إذ لم يحقق ألبومه الأول أي نجاح يُذكر، وسط ارتباك شركات الإنتاج في تسويق هويته الموسيقية، حتى أطلق أصدقاؤه عليه لقباً ساخرًا يجمع بين اسمي إلتون جون وبيلي جويل.
ورغم احتواء الألبوم على أغنية قوية بعنوان Fool (If You Think It’s Over)، لم تلقَ صدى في المملكة المتحدة؛ ما دفعه للتفكير في كتابة الأغاني لفنانين آخرين.
لكن تلك الرحلة الشتوية الطويلة، وتلك اللحظة في زحام عيد الميلاد، كانت كفيلة بإحداث تحول كبير في مسيرته، لتولد أغنية بقيت أيقونة موسيقية خالدة، وترك ريا إرثاً فنياً لا يُنسى بعد صراع طويل مع أمراض خطيرة طوال حياته.