شهدت جمهورية تتارستان الروسية واحدة من أكبر قضايا الاحتيال "العاطفي"، بعد إلقاء القبض على رجل متهم بخداع 20 امرأة وسرقة ملايين الروبلات منهن، بإيهامهن بعلاقات زواج مزيفة وبناء ثقتهن عبر سلسلة من التصرفات الماكرة.
وبحسب ما جاء على لسان المتحدثة باسم وزارة الداخلية الروسية، إيرينا فولك، فإن المتهم، الذي له سوابق جنائية، تمكّن من الإيقاع بضحاياه من خلال تقديم نفسه كرجل أعمال ناجح يعمل في تجارة السيارات الأجنبية.
واستغل المحتال هذا الغطاء لنسج شبكة من الأكاذيب المقنعة، حيث كان يغمر النساء بالاهتمام ويقدّم لهن خدمات صغيرة مثل إصلاح السيارات أو المساعدة في الحصول على قروض عقارية.
وبعد أن نجح بكسب ثقتهن، بدأ بطلب مساعدات مالية بحجة تعرضه لمشاكل طارئة في عمله، مع وعد صريح بإعادة الأموال خلال وقت قصير.
إلا أن الحقيقة كانت أبعد ما تكون عن ذلك. فبفضل خطته المحكمة، تمكن من الاستيلاء على ما يقارب "44 مليون روبل" من عشرين امرأة.
وأكدت فولك أنّ الشرطة ألقت القبض على المشتبه به، وفتحت بحقه تحقيقًا جنائيًّا بموجب المادة 159 من القانون الجنائي الروسي، التي تختص بجرائم الاحتيال. وتم إيداعه الحبس الاحتياطي إلى حين استكمال التحقيقات.
ورغم توقيف المتهم، لا تزال الشرطة تتلقى بلاغات جديدة من ضحايا محتملات؛ ما يرجّح أن عدد النساء اللواتي تعرّضن للخداع قد يكون أكبر من المعلن حتى الآن.
وما تزال التحقيقات مستمرة، حيث تتابع السلطات جمع الأدلة والاستماع إلى إفادات الضحايا، في قضية تسلط الضوء مجددًا على خطورة الاحتيال العاطفي، وضرورة تعزيز الوعي لدى الجميع حول هذا النوع من الجرائم المتخفية خلف وعود الحب والارتباط.