أعلن علماء آثار من جامعة بارطين التركية عن اكتشاف تمثال رخامي لميدوسا في مدينة أماستريس القديمة، المعروفة اليوم بمدينة أماسرا بمحافظة بارطين شمال تركيا.
ويتميز التمثال بوجه مبتسم ابتسامة ناعمة غير معتادة، تكاد تكون طفولية، تذكر بـ"إيروس" كرمز للانسجام والرفاهية، وهو ما يجعل التمثال نادرًا في عالم الآثار، حيث تُصوّر ميدوسا عادة بثعابينها ونظرتها التي تحول الناظر إليها إلى حجر.
وقالت البروفيسورة فاطمة بغداتلي تشام، رئيسة مشروع الحفريات: "هنا تبدو ميدوسا هادئة، وترتبط فكرتها بالحماية والجمال وليس بالخوف، وهذا أمر نادر جدًّا في تصويرها التاريخي".
ويجري التنقيب في الرواق الروماني الذي تبلغ مساحته 2850 مترًا مربعًا، ويضم أعمدة كورنثية بارتفاع 9 أمتار كانت تُستخدم قديمًا للقاءات والتجارة والتجمعات العامة.

ويُجرى ترميم المجمع بطريقة الأناستيلوزيس، حيث تم استعادة ثلاثة أعمدة بالفعل، ومن المخطط تركيب أربعة أعمدة إضافية قبل نهاية العام، ضمن مشروع مشترك بين وزارة الثقافة التركية وشركة النفط التركية، بمشاركة طلاب ومتخصصين من جامعات مختلفة.
يُذكر أن ميدوسا، إحدى أشهر الشخصيات في الأساطير الإغريقية، وُلدت كإنسانة جميلة وكاهنة في معبد أثينا، قبل أن تتحول إلى وحش بعد اعتداء الإله بوسيدون عليها، فتغيّر شعرها إلى ثعابين ومنحتها نظرة تحوّل كل من ينظر إليها إلى حجر.
وكان البطل بيرسيوس من قتلها باستخدام درع لامعة لتجنب النظر المباشر، ومن رأسها المقطوع وُلد الطفلان كريساور وبيغاسوس، فيما أصبح رأسها بعد ذلك سلاحًا قويًّا لدى أثينا.
ويُفسر التمثال تاريخيًّا وفنيًّا على أنه تجسيد للقوة الأنثوية والخطر الكامن في الأساطير الذكورية، وكذلك رمز للحماية والجمال، وقد استمر هذا الموضوع الفني عبر العصور، من الفن الكلاسيكي إلى المعاصر.