جمعت حملة "GoFundMe" أكثر من مليون دولار للبطل الذي أصيب أثناء نزع سلاح المسلح المزعوم خلال مذبحة شاطئ بوندي.
وقبل قيامه بعمله البطولي، قال أحمد الأحمد لابن عمه: "سأموت.. أخبر عائلتي أنني أنقذت أرواح الناس".
ووثقت لقطات مذهلة اللحظة التي انقضّ فيها الأب البالغ من العمر 43 عامًا، وهو أب لطفلين، على مطلق النار بعد أن فتح النار، ليلة الأحد.
وبحسب شبكة "ABC News"، يُعتقد أن المشتبه بهما في إطلاق النار، ساجد ونفيد أكرم، وهما أب وابنه، قد بايعا تنظيم داعش.
وحظيت بطولة صاحب محل الفاكهة المولود في سوريا بإشادة من أستراليا وخارجها، وجاءت بتكلفة شخصية باهظة، حيث تم نقله إلى المستشفى مصابًا بطلقتين ناريتين في كتفه.
ولم يغب عن أحمد خطورة الموقف، الذي أخبر ابن عمه جوزاي ألكانغ قبل ثوانٍ من اقترابه من المسلح المزعوم أنه سيموت.
ونقلت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد"، عن ألكانغ قوله خارج المستشفى صباح اليوم الاثنين: "قال: سأموت، من فضلك قابل عائلتي وأخبرهم أنني نزلت لإنقاذ حياة الناس".
وربما كانت الأمور ستسير بشكل مختلف لو قرر الاثنان الانضمام إلى المحتفلين في احتفالات عيد الأنوار (حانوكا)، الذين قدموا لهما الطعام أثناء مرورهما قبل بدء إطلاق النار.
وقال ألكانغ: "كنا بحاجة إلى قهوة. ثم حدث هذا قبل عشر دقائق فقط. كان الأمر جنونيًا للغاية، ذهبنا خلف السيارات، ورأينا أن الناس يطلقون النار بالقرب منا".
وبعد لحظات، تم تصوير أحمد وهو يتسلل عبر موقف السيارات على طول شارع كامبل باريد، مختبئًا خلف السيارات المتوقفة للاحتماء أثناء توجهه نحو مطلق النار المزعوم.
وبمجرد أن أصبح على مسافة قريبة بما فيه الكفاية، انطلق نحو المسلح المزعوم، وانتزع السلاح الناري من قبضته بعد صراع طويل، ثم سقط المسلح المزعوم ساجد أكرم، البالغ من العمر 50 عامًا، على الأرض، بينما رفع أحمد البندقية، موجهًا فوهتها نحو مطلق النار الذي تم تجريده من سلاحه.
ثم تراجع أكرم بينما أسند أحمد السلاح الناري إلى شجرة، قبل أن يندفع أحد المارة الثاني نحو مطلق النار، ويلقي عليه شيئًا ما.
ووقع الشجار أمام أنظار المسلح الثاني المزعوم، وهو نجل أكرم البالغ من العمر 24 عامًا، نفيد، الذي كان يراقب من جسر للمشاة قريب، وبيده مسدس.
وتم نقل نفيد إلى المستشفى تحت حراسة الشرطة مصابًا بجروح خطيرة، بينما قُتل والده برصاص الشرطة في مكان الحادث.
وبعد انتشار اللقطات المذهلة على نطاق واسع عبر الإنترنت، تم إطلاق حملة "GoFundMe" لجمع الأموال للبطل، الذي لا يزال تحت الملاحظة في المستشفى.
وجمعت الحملة حتى الآن أكثر من مليون دولار من خلال أكثر من 18000 تبرع، بما في ذلك 100000 دولار من الملياردير الأمريكي بيل أكرمان.
وزار رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز، كريس مينز، البطل في المستشفى وأشاد به على أفعاله.
وقال: "لا شك أن المزيد من الأرواح كانت ستُزهق لولا شجاعة أحمد وتضحيته".
وقُتل ما لا يقل عن 16 شخصًا في حادث إطلاق النار الجماعي الذي وقع ليلة الأحد، من بينهم فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات، وأصيب العشرات بجروح خطيرة.
وكان الرجل المسلم قد وصل إلى سيدني قبل أكثر من عقد من الزمان قادمًا من سوريا، وهو أب لابنتين تبلغان من العمر خمس وست سنوات.
وقالت والدة أحمد إنها لم تستطع التوقف عن البكاء عندما علمت أن ابنها هو البطل الذي أنقذ أرواحًا لا حصر لها في شاطئ بوندي.
بدورهما، قال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، ورئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز، إن هذه البطولة وفرت بعض الأمل في وقت الظلام.