مع تزايد القلق بشأن الصحة النفسية للمراهقين واستخدامهم المفرط للهواتف، يتجه بعض الآباء إلى حلول أكثر صرامة، مثل حظر الهواتف الذكية داخل المنزل، إلا أن خبراء في الصحة النفسية وتربية الأطفال يحذرون من أن هذه المقاربة القائمة على "التحكم" قد تضر بالعلاقة بين الأهل وأبنائهم في مرحلة هم بأمسّ الحاجة فيها إلى الدعم العاطفي.
وبهذا الخصوص، روجت الكاتبة والباحثة النفسية، جان توينج، بالتعاون مع عالم الاجتماع، جوناثان هايدت، لقواعد صارمة مثل "لا وسائل تواصل اجتماعي قبل سن 16" و"أول هاتف ذكي مع رخصة القيادة".
ورغم وضوح هذه التعليمات وسهولة تطبيقها، فإن العديد من المختصين يرون أنها قد تعزز التوتر وتخلق فجوة بين الآباء وأبنائهم، بحسب موقع "سايكولوجي توداي" المهتم بالصحة النفسية.
الابتعاد للحصول على القبول
في كتابهما "تمسك بأطفالك"، يوضح غوردون نيوفيلد وغابور ماتيه كيف أن التركيز المفرط على القواعد والعقوبات قد يدفع المراهقين إلى الابتعاد عن ذويهم، واللجوء إلى أصدقائهم للحصول على القبول والدعم.
كما أن فرض السيطرة لا ينجح غالبًا على أرض الواقع؛ فالمراهقون بارعون في التحايل على القيود الرقمية، سواء بإنشاء حسابات خفية أو استخدام أجهزة أصدقائهم. والأسوأ من ذلك، أن هذه السياسات قد تمنعهم من التحدث بصراحة عند تعرضهم لمشكلات على الإنترنت، خوفًا من العقاب.