تشهد المستشفيات الريفية في الولايات المتحدة موجة إغلاقات متزايدة لأقسام الولادة، وسط ضغوط مالية تهدد استمرارية تقديم الرعاية الصحية الأساسية، خصوصًا في المناطق النائية؛ ما يعرض حياة الأمهات وحديثي الولادة للخطر.
وبحسب تقرير صادر عن "مركز جودة الرعاية الصحية وإصلاح نظم الدفع"، توقفت 101 مستشفى ريفي منذ عام 2020 عن تقديم خدمات الولادة أو تعتزم إيقافها قريبًا، من بينها ثلاثة في ولاية تكساس، التي تضم اليوم 93 مستشفى ريفيًّا لا توفر هذه الخدمة، في وقت لا يقدم فيها أكثر من نصف مستشفياتها الريفية رعاية الأمومة.
وفي تقرير لجمعية صحة الأمهات بالمناطق الريفية في تكساس، تبيّن أن 47% من مقاطعات الولاية تفتقر إلى خدمات الأمومة، وهي نسبة تفوق المعدل الوطني بـ14%.
وبحسب الوكالة الألمانية، يحذر الخبراء من أن غياب هذه الخدمات عن المناطق الريفية يهدد بزيادة المضاعفات الصحية بسبب بُعد المسافات عن المستشفيات المتخصصة. ويقول جون هندرسون، رئيس منظمة المستشفيات الريفية والمجتمعية بتكساس، إن "عبء السفر حقيقي، ولا يمكن تجاهله في حالات مثل الولادة أو السكتات القلبية".
وتكمن أسباب هذا التراجع في العجز المالي، إذ يواجه نصف المستشفيات الريفية في تكساس خطر الإغلاق، بحسب التقرير. وتشير البيانات إلى أن إغلاق أقسام الولادة قد يكون وسيلة لتقليص التكاليف وتجنب الإغلاق الكلي، نظرًا لأن هذه الأقسام تتطلب وجود طاقم طبي على مدار الساعة رغم قلة عدد الحالات.
وفي هذا السياق، يقول هارولد ميلر، الرئيس التنفيذي للمركز: "ندفع أجور طواقم طبية تنتظر حالات نادرة الحدوث، ما يُعد عبئًا ماليًّا على هذه المنشآت".
وتؤدي هذه الإغلاقات إلى اضطرار النساء في الأرياف لقطع مسافات أطول للحصول على الرعاية؛ ما يفاقم المخاطر خلال الحمل والولادة.
ورغم أن معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة في تكساس يعادل المعدل الوطني، فإن معدل وفيات الأمهات يبلغ 34.7 لكل 100 ألف حالة ولادة، مقارنةً بـ26.3 على المستوى الوطني؛ ما يعكس حجم التحديات الصحية في الأرياف الأمريكية.