تخيَّل هذا المشهد.. طفلك يضرب شقيقه فتوبّخه لكن بدلاً من أن يبدو نادماً ينظر إليك بابتسامة، هل يحاول استفزازك أم أن هناك تفسيراً آخر؟
وفقاً لاختصاصي الإرشاد التربوي والعمل الاجتماعي جين موير، فإن هذه الابتسامة قد تكون مؤشراً على مشاعر أعمق مما يبدو، حيث أوضح في مقطع فيديو على تيك توك حصد أكثر من 400 ألف مشاهدة أن بعض الأطفال يبتسمون بعد إيذاء الآخرين، بينما يستمر آخرون في السلوك غير المرغوب به، لكن هذا لا يعني أنهم يفتقرون إلى التعاطف أو أنهم بلا مشاعر، بل يوجد تفسير نفسي وراء ذلك..
يقول موير عندما يقع الطفل في مشكلة فإنه لا يريد فعلياً أن يكون في هذا الموقف بل إن الضغوط العاطفية التي يواجهها تتجاوز قدرته على التعامل معها فيشعر بـ "الإرهاق العاطفي"، ويعبّر عن ذلك إما بالانهيار أو بالتصرف بسلوك ساخر أو غير متوقّع، مثل الضحك أو الابتسام، لكنه لا يفعل ذلك عن قصد لإزعاج والديه، بل لأنه لا يعرف كيف ينظّم مشاعره في تلك اللحظة.
يضيف موير أن الأطفال بطبيعتهم يسعون لإرضاء والديهم؛ لأنهم يعتمدون عليهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية؛ وبالتالي فإن الابتسامة في هذه الحالة ليست علامة على عدم الاكتراث، بل استجابة لا إرادية للضغط العاطفي.
إذن كيف يجب أن يتعامل الآباء مع هذه التصرفات؟
ينصح الخبراء بعدم التفسير الحرفي لتصرفات الطفل بل فهم السياق العاطفي وراءها؛ فعندما يبتسم أثناء التوبيخ فإن أفضل استجابة هي الحفاظ على الهدوء وتوجيهه بأسلوب يساعده على فهم الخطأ بدلاً من تأنيبه أو اعتباره يتعمد الاستفزاز.