يُعد الشعور بالخوف من الأمور الشائعة في مرحلة الطفولة، حيث يمر الأطفال بتجارب كثيرة تجعلهم يشعرون بالقلق أو الرهبة، مثل: العواصف الرعدية أو الظلال المجهولة في الغرفة، أو حتى مقاومة وقت النوم
وبينما يرغب الآباء في تهدئة أطفالهم، من المهم تعليم الأطفال كيفية التعامل مع خوفهم بأنفسهم لبناء الثقة وتنمية مهارات التنظيم الذاتي، أي: القدرة على إدارة المشاعر والسلوكيات بطريقة صحية، مثل: تهدئة النفس أثناء الشعور بالخوف.
وعلى عكس البالغين، يحتاج الأطفال إلى وقت وممارسة لتطوير هذه المهارة؛ ما يعني أن الآباء يجب أن يسمحوا لهم بالشعور ببعض الانزعاج مع تقديم الدعم والإرشاد.
وبهذا الخصوص، تشير الأخصائية الاجتماعية إيليانا بلات لموقع "تشايلد مايند إنستتيوت" إلى أن معظم مخاوف الطفولة الشائعة ليست تهديدات حقيقية، بل فرص للأطفال لممارسة التنظيم الذاتي. ومع ذلك، يجد كثير من الآباء صعوبة في السيطرة على قلقهم والتدخل بسرعة؛ ما قد يمنع الأطفال من تعلم كيفية تهدئة أنفسهم.
ما الحل؟
تنصح الطبيبة النفسية بعدم سحب الدعم بالكامل، بل بتوفير "الدعم التدريجي" حتى يصبح الطفل قادرًا على الاعتماد على نفسه. يمكن للآباء بدءًا من تشجيع الأطفال على التعبير عن مخاوفهم، سواء كان الظلام، والكلاب، والحشرات أو الوحوش الخيالية، مع الاعتراف بمشاعرهم. مثل قول: "أعلم أن هذا يبدو مخيفًا" يساعد الطفل على الشعور بالفهم.
وبعد ذلك، يجب على الآباء والأطفال وضع خطة واقعية لمواجهة الخوف، مثل: تقليل وجود الوالدين في غرفة النوم تدريجيًا خلال بضع ليالٍ. ويعد التشجيع المستمر والصبر أمرًا أساسيًّا: فمدح الشجاعة حتى في الخطوات الصغيرة يعزز ثقة الطفل بنفسه.
وبحسب الخبيرة، ليست كل المخاوف تحتاج إلى التغلب عليها، فمثلًا تجنُّب مشاهدة الأفلام المرعبة قد يعكس قدرة الطفل على التعبير عن نفسه. لكن يجب على الآباء الانتباه إلى علامات تؤكد أن الخوف يؤثر سلبًا في حياة الطفل، مثل: القلق المفرط، أو تجنب الأنشطة، أو أعراض القلق الشديد، وفي هذه الحالات يُنصح بطلب المساعدة المهنية.
وبالتوازن بين التعاطف وتعزيز الاستقلالية، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على أن يصبحوا أكثر شجاعة وقدرة على التعامل مع الخوف الآن وفي المستقبل.