يرتبط حلول شهر رمضان المبارك بعدد من الأغاني الرمضانية التي تعيد إلى الأذهان أجواء الشهر المبارك، ولعل أبرز الأغنيات المحفورة في الوجدان العربي أغنيه "وحوي يا وحوي".
وتعد الأغنية واحدة من أبرز الأغنيات المصرية التي يتغنى بها العالم العربي مع مجيء شهر رمضان، إلا أنها تحمل قصه مؤثره لصاحبها حيث تعدت شهره الأغنية شخصية صاحب الأغنية الملحن والمطرب أحمد عبد القادر.
وكتب أغنية "وحوي يا وحوي" الشاعر حسين حلمي المنسترلي صاحب قصر ضخم وشهير على نيل القاهرة بمنطقة منيل الروضة، وكان من المفترض أن تغني هذه الأغنية مطربه تدعى "سيده حسن" لكنها مرضت ولم تستطع غنائها ولذلك ذهبت لصاحبها الملحن الشاب في ذلك الوقت احمد عبد القادر.
وكان الملحن والمطرب أحمد عبد القادر أحد أبرز الملحنين الذين عملوا بالإذاعة المصرية بعد افتتاحها عام 1943، وقام بتلحين عدد كبير من الأغاني لكبار النجوم والمطربين، إلا ان الحظ لم يحالفه ولم يشتهر بقدر شهرة أغنيته.
بدأت قصة الأغنية الشهيرة عندما كانت الإذاعة المصرية في بدايتها تخصص ربع ساعة لأحد الملحنين يقدم خلالها ثلاث أغنيات يختار كلماتها كما يختار المطرب الذي سيقوم بغنائها.
وبالفعل أعد احمد عبد القادر ثلاث أغنيات وصادف وقتها حلول شهر رمضان المبارك فجهز أغنية "وحوي يا وحوي" وأغنية "رمضان جانا" لكي يغنيها في الإذاعة، إلا أن مسؤولي الإذاعة في ذلك الوقت لم يوافقوا على تأدية الأغاني الثلاث وطلبوا منه اختيار واحدة فقط وبالفعل اختارها الملحن عبد القادر.
ومنح للمطرب محمد عبد المطلب فرصة غناء أغنية "رمضان جانا" التي نالت شهرة كبيرة هي الأخرى فيما بعد، وكان يحصل الملحن على مبلغ 125 جنيه في تلك الفترة كأجر له .
ولحن عبد القادر عددا من الأغاني لكبار المطربين مثل أغنية "جميل واسمر" التي غناها المطرب محمد قنديل، وأغنية "كل الناس بيقولوا يا رب"، كما لحن لعدد من كبار المطربين أبرزهم نجاة الصغيرة وفايزة أحمد.
ولم ينتهِ مشوار الملحن أحمد عبد القادر كمطرب، حيث قرر الابتعاد عن الوسط الفني وترك الغناء والتلحين وانتقل إلى التصوف، وأصبح مبتهلا يؤدي أجزاء من الابتهالات الدينية في إذاعة القرآن الكريم.