في ليلة ختامية مؤثرة، ودّع أسطورة موسيقى الميتال، أوزي أوزبورن، الجمهور في حفلته الأخيرة مع فرقته الشهيرة "بلاك ساباث"، التي أقيمت مساء السبت في مدينة برمنغهام البريطانية، مسقط رأسه. الحفلة التي وُصفت بـ"حدث لا يتكرر إلا مرة في العمر"، خُتمت بأداء أغنية "بارانويد" الشهيرة، وسط حضور عشرات الآلاف من المعجبين.
رغم إصابته بمرض باركنسون وتقدّمه في السن (76 عامًا)، أطلّ "أمير الظلام" على المسرح جالسًا على عرش صُمم خصيصًا له، محاطًا بنجوم كبار من عالم الميتال، مثل "ميتاليكا"، و"غانز أند روزز"، و"سلاير"، وغيرهم. المشهد كان مشحونًا بالعاطفة، وعلت الهتافات وردّد الجمهور كلمات الأغنيات بحماسة لا تقلّ عن مباريات فريق أستون فيلا على ملعبه، حيث أُقيم العرض.
لم يكن أوزي وحده على المسرح، بل شاركه أفراد التشكيلة الأصلية للفرقة التي أسست عام 1968، في أول لقاء فني يجمعهم منذ عقدين. الحفل شكّل لحظة تاريخية لعشّاق الهيفي ميتال الذين توافدوا من أنحاء العالم، مثل جاريد من تكساس، الذي وصفه بـ"أكبر حفلة ميتال على الإطلاق".
رغم الأسعار الباهظة، التي بلغت 415 جنيهًا إسترلينيًا لبعض التذاكر، نفدت جميعها خلال 16 دقيقة فقط، وسيُخصص ريع الحفلة للأعمال الخيرية. وقد ارتدى الحاضرون قمصانًا تحمل شعارات فرقهم المفضلة، وسادت الأجواء الكلاسيكية لثقافة الميتال من لحى كثيفة وشعر طويل ووشوم بارزة.
أوزبورن، الذي اشتُهر في بداياته بمواقف مثيرة للجدل أبرزها قضمه رأس خفاش على المسرح، حقق لاحقًا شهرة عالمية من خلال برنامجه الواقعي "ذي أوزبورنز"، وبيعت مع فرقته أكثر من 75 مليون نسخة من ألبوماتهم، ليترسّخ اسمه في تاريخ الموسيقى كمبتكر لموسيقى الهيفي ميتال، النمط الغنائي الذي انتقل من الرفض المجتمعي إلى العالمية.
