أثار استمرار حملة إغلاق محال تابعة لسلسلة فروع شركة الحلويات الشهيرة "بلبن" التساؤلات حول مصير الشركة المصرية، ومدى التزامها بالاشتراطات الصحية والطبية اللازمة، وعما إذا كانت نجاحها في صنع حملات إعلانية مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاء على حساب خطوات وإجراءات أخرى تعد من البديهيات.
ولم يكد المتابعون يفيقون من صدمة القرار المفاجئ الذي اتخذته السلطات المختصة أول أمس الأربعاء بإغلاق 11 فرعًا من السلسلة بمناطق مختلفة تابعة لمحافظة الجيزة، حتى أعلن اليوم عن إغلاق عدة فروع جديدة بمحافظتي الغربية وبورسعيد.
وقرر اللواء أشرف الجندي، محافظ الغربية، غلق 5 فروع من محلات "بلبن" في المحافظة لوجود "أضرار تهدد صحة وسلامة المواطنين ومخالفة اشتراطات التراخيص والتشغيل، واشتراطات السلامة الغذائية".
وأكد الجندي أن صحة المواطن أمر لا يمكن التهاون فيه، مشددًا على أن أجهزة المحافظة بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية مستمرة في تكثيف حملاتها الرقابية على مدار الساعة، للتأكد من سلامة المنتجات الغذائية وضمان التزام جميع المنشآت التجارية بالضوابط الصحية والقانونية.
وفي محافظة بورسعيد تقرر غلق محل لـ"بلبن" نتيجة "لعدم استكمال إجراءات التراخيص واستيفاء الأوراق المطلوبة".
وتفجرت تساؤلات عبر منصات التواصل حول إذا ما كانت هناك أسباب أخرى وراء إغلاق المحلات، خصوصًا مع ظهور تقارير بصحف محلية تشير إلى وجود "حالات تسمم" في مدينة "الشيخ زايد" بعد تناول منتجات الشركة التي تم إغلاقها، وهو ما نفته الشركة في بيان على صفحتها بموقع "فيسبوك".
وقالت الشركة إن الغلق لفروعها مؤخرًا "ليس له علاقة بحالات تسمم، ولا يوجد بلاغ طبي أو تقرير رسمي يعلن ذلك، وإنما هو غلق إداري لأسباب تنظيمية ونتعامل معه بكل احترام وشفافية".
وأضاف البيان عبارة زادت من غموض الموقف حين قال: "هناك تساؤلات كثيرة حولنا، نحن أيضًا لا نجد لها إجابة واضحة".
واللافت أن شركة بلبن صنعت شهرة فائقة في مدة وجيزة لا تتجاوز 4 سنوات وأصبح عدد عمالها يتجاوزن الـ40 ألف داخل مصر عبر 180 فرع، كما أصبحت تتواجد في 8 دول عربية خارج مصر وتخطط حاليًا للتوسع في أوروبا، بحسب بيانات رسمية للشركة.
وظلت صناعة الحلويات في مصر تنقسم إلى نوعين أساسيين هما "الشرقي" و" الغربي"، إلى أن جاءت "بلبن" وصنعت منتجات جديدة تعتمد على مكونات غير مألوفة وأسماء غريبة تستهدف جذب الانتباه مثل "قشطوطة" و"لهاليبو" و"المكسوفة"، مع المهارة في إدارة حملات إعلانية تتصدر الترند.
وانقسم الرأي العام تجاه تجربة "بلبن" التي رفعت شعار "الحلو بقى له كبير"، فهناك من رأى أنها استطاعت تجديد المياه الراكدة في صناعة مصرية عريقة مثل الحلويات، بينما رأى كثيرون أن أفقدت تلك الصناعة هويتها واهتمت بمخاطبة جمهور منصات التواصل والترند قبل أي شىء آخر.