ترصد المسرحية المصرية "هل تراني الآن؟" هوس الرغبة في الظهور عبر منصات التواصل الاجتماعي ولفت الانتباه بأي طريقة، إلى الحد الذي يجعل فتاة تبدو من الخارج مسالمة للغاية تُقدِم على فعل عنيف وصارخ لا يتوقعه أحد.
يحدث ذلك من خلال موظفة صغيرة السن تنتمي إلى ما يسمى بـ "جيل Z " تسعى بكل السبل للنجاح، لكن تلك الرغبة المشروعة لا تعني لها إلا شيئا واحدا، وهو أن تصبح إحدى "المؤثرات" عبر مواقع "السوشيال" وتحظى بعدد هائل من المتابعين.
تجرب الموظفة طرقا عديدة لتحقيق حلمها، لكنها تصطدم بمعوقات مختلفة تجعلها تلجأ في النهاية إلى فكرة جنونية وصادمة تتمثل في إنهاء حياة إحدى زميلاتها، لتتحول بالفعل إلى شخصية مشهورة ولكن من الباب الصادم، ورغم ذلك لا تبالي وتبدو مقتنعة تماما بسلامة موقفها.
يلقي العمل الضوء على المشاكل النفسية التي يعاني منها الجيل الجديد والذي يُراوح عمره ما بين 20 إلى 30 عاما، لا سيما الوحدة والحزن وصعوبة التكيف مع الواقع وافتقاد القدوة والبحث عن حلول سريعة وسهلة للثراء والنجاح، وعدم إيمانه بفكرة النجاح بالتراكم.
المسرحية حظيت بإشادة نقدية لافتة بسبب الطرح الصريح والقوي من جانب لبنى المنسي، مؤلفة ومخرجة العمل، لقضية اجتماعية شديدة الإلحاح ويلمسها الجميع عربيا وعالميا، فضلا عن أداء طاقم التمثيل المكون من ليديا فاروق، وأبانوب بحر، وماركو نبيل، الذي جمع بين التلقائية والانفعال العاطفي بالشخصية.
حظي العرض بإقبال جماهيري في جميع المهرجانات التي شارك فيها أخيرا، لا سيما مهرجان "القاهرة الدولي للمسرح التجريبي" ومهرجان "إيزيس الدولي لمسرح المرأة" الذي اختتم فعالياته أمس الأول الخميس.
