بعد مرور أقل من أسبوع على عرض فيلم "موانا 2"، اقتربت إيراداته العالمية من 400 مليون دولار، مع توقعات بتجاوز حاجز المليار قريباً. هذا النجاح الكبير يعود في جزء كبير منه إلى الفيلم الأول، الذي تحول منذ عام 2020 إلى أحد أكثر الأفلام مشاهدة عبر خدمات البث، متصدراً القوائم السنوية في الولايات المتحدة لعدة سنوات، بحسب ما جاء في صحيفة "الغارديان".
الفيلم الأصلي "موانا"، الذي أُنتج عام 2016، قد يبدو للوهلة الأولى أقل نجاحاً مقارنة بأفلام مثل "زوتوبيا" و"فروزن"، ولكنه تمكن من بناء قاعدة جماهيرية واسعة مع الزمن.
ففي عام 2023، كان الفيلم الأكثر مشاهدة في أمريكا على منصات البث، متفوقاً حتى على "فروزن"، رغم أن الأخير حقق نجاحاً هائلاً في شباك التذاكر.
"موانا” يقدم قصة فتاة شجاعة، ابنة زعيم قبيلة، تتحدى التقاليد وتنطلق في مغامرة لإنقاذ جزيرتها بمساعدة نصف الإله ماوي، الذي قام بأداء دوره الصوتي دواين جونسون. كما ساهمت أغاني الفيلم، التي ألفها لين مانويل ميراندا، في تعزيز جاذبيته، خاصة الأغنية الشهيرة "How Far I’ll Go".
ويرى الكاتب جيسي هاسنجر، الذي كان شاهداً على إصدار الفيلم الأول، أن العمل استحوذ على قلوب الأطفال والآباء على حد سواء. فعند مشاهدته الفيلم لأول مرة، تأثر بشدة بمشاهد علاقة موانا بجدتها الراحلة، معتبراً أنها تمثل نموذجاً إيجابياً بعيداً عن الصورة التقليدية للأميرة.
ويُشير هاسنجر أيضاً إلى أن “موانا” تميز بتنفيذه البسيط والصادق للقصة، دون محاولة التفلسف أو تعقيد الحبكة كما في أفلام مثل “فروزن”. فقدّم عملاً مليئاً بالإلهام، يلامس مشاعر الأطفال وآبائهم، ويُركز على فكرة تحقيق الذات بعيداً عن العنف أو العلاقات العاطفية، وفق تعبيره.
أما الجزء الثاني، فرغم نجاحه تجارياً، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق الأثر العاطفي ذاته الذي تركه الفيلم الأول، ومع ذلك، يظل "موانا" الأصلي نموذجاً استثنائياً في أفلام الرسوم المتحركة، يربط الأجيال بمغامرة تمزج بين الجرأة، الموسيقى، والقيم الإنسانية.