رغم أن العلاقة بين الأمير هاري وجدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية كانت معقدة قبل زفافه على ميغان ماركل، إلا أن تقريراً جديداً يدّعي أن "الخيانة الحقيقية" حدثت بعد ذلك بثلاث سنوات، وتسببت في شرخ دائم بينهما لم يلتئم حتى وفاتها.
والسبب هي المقابلة الشهيرة التي أجراها الزوجان مع أوبرا وينفري عام 2021، والتي تحدثت فيها ميغان عن "مخاوف" داخل العائلة الملكية بشأن لون بشرة طفلهما آرتشي قبل ولادته، في تلميح اعتُبر اتهاماً مبطّناً بالعنصرية.
وبحسب ما كشفه مصدر لموقع The Daily Beast، شعرت الملكة بأن هاري "أكمل خيانته" بمهاجمته المؤسسة التي كرّست حياتها من أجلها، معتبِرة أن إيحاءه بوجود عنصرية داخل القصر "أمر لا يُغتفر". وأضاف المصدر أن الهجوم العلني على العائلة أصاب الملكة بالحزن، خاصة أن الأمير فيليب، زوجها، كان على فراش الموت وقتها.
معلومات جديدة من الكاتبة المتخصصة في الشؤون الملكية، سالي بيدل سميث، كشفت أن التوترات بدأت حتى قبل الزواج. فقد نُقل عن قريبة الملكة، الراحلة ليليبت أنسون، أن هاري كان "فظًّا" خلال لقاء مع جدته استمر عشر دقائق، فيما رفضت ميغان حينها الكشف عن تفاصيل فستان زفافها، ما ترك الملكة "مُحبطة".
ورغم أن العائلة حاولت لاحقًا احتواء تداعيات مقابلة أوبرا، إلا أن الشرخ ظلّ عميقًا. فعبارة "وجهات النظر قد تختلف"، التي وردت في البيان الرسمي الصادر عن القصر، اعتُبرت محاولة دبلوماسية لنفي ما قيل دون تصعيد الصراع.
اللافت أن الأمير هاري، في مقابلة أجراها عام 2023، قال إن الاتهامات بالعنصرية كانت من اختراع الإعلام، مدّعيًا أنه وميغان لم يقولا ذلك صراحة، بل كان الحديث عن "التحيّز اللاواعي"، في تراجع واضح عن تصريحاته السابقة.
الكاتبة الملكية إنغريد سيوارد قالت إن هاري كان يشعر دومًا بأنه "الاحتياطي" (Spare) في العائلة، وهي الفكرة التي غذّت إحساسه بالتهميش ودفعته لاحقًا لاستخدام هذا اللقب كعنوان لمذكراته التي هزّت العائلة. حتى الملكة، التي كانت تكن له حباً خاصاً، وُضعت في موقف صعب بسبب تصريحاته.
وفي مقابلة حديثة مع BBC، أقرّ هاري بوجود "خلافات كثيرة" مع عائلته، وقال إن قضية تأمينه الشخصي كانت "النقطة التي لم يُحلّ الخلاف حولها"، معترفًا بأن بعض أفراد العائلة "لن يسامحوه أبدًا" على كتابه.
رغم الخلافات المستمرة، أعرب الأمير هاري عن رغبته في المصالحة مع والده الملك تشارلز، الذي يواجه حاليًا علاجاً من السرطان، وقال: "لا أعلم كم من الوقت تبقّى له.. سيكون من الجميل أن نتصالح. وإن لم يرغبوا بذلك، فهذا قرارهم".