رفضت محكمة تركية إدانة أم تسببت في مصرع أبنائها الخمسة في واقعة مأساوية هزت الرأي العام بالبلاد شهدتها مدينة إزمير العام الماضي، حين قضى الأبناء الصغار في حريق اندلع بالمنزل.
وهاجم كثيرون آنذاك الأم، معتبرين أنها "ارتكبت جريمة الإهمال الجسيم بحق أبنائها حين تركتهم بمفردهم بالمنزل دون حماية"، في حين التمس آخرون لها العذر.
وأصدرت المحكمة المختصة قرارا يقضي بـ "عدم وجود محل لفرض عقوبة على الأم"، في إشارة إلى أن القاضي لم يجد سببًا لمعاقبتها رغم المأساة التي وقعت.
ويُعتقد، بحسب خبراء قانونيين، أن "قرار المحكمة أخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية القاسية التي دفعت الأم إلى ترك أطفالها للعمل في جمع الخردة، لا سيما أن زوجها سجين".
وكان لافتا أن والد الأطفال الذي يقضي عقوبة السجن على خلفية جريمة أخرى لم يتقدم بأي شكوى أو دعوى ضد زوجته، والدة الأطفال.
وتعود الواقعة إلى شهر نوفمبر الماضي، حيث خرجت الأم لتأمين قوت أطفالها من خلال المهنة الوحيدة التي تجيدها وهى جمع الخردة من النفايات وبيعها، وأغلقت باب منزلها وراءها بإحكام.
وكشفت التحقيقات عن أن مدفأة المنزل التي كانت مشتعلة لحماية الصغار من البرودة القاسية في ذلك التوقيت من العام، انقلبت فجأة وتسببت بحريق هائل أدى إلى مصرع الصغار الذين تتراوح أعمارهم من عام إلى 5 أعوام.
وتراوحت ردود الأفعال تجاه الواقعة بين التعبير عن هول الصدمة المؤثرة إنسانيا، وبين توجيه انتقادات لاذعة إلى الأم، في حين رأى البعض أن "الأخيرة ضحية للظروف مثل أطفالها تماما، ويكفي ما هي فيه من حزن وألم".
