بعد أن ارتبط اسمها مؤخرا بالحداد والحزن على زوجها المنتج المصري الراحل وليد مصطفى، عادت الفنانة اللبنانية كارول سماحة إلى التألق مجددا وطي أحزانها ولو مؤقتا من خلال المسرحية الغنائية "كله مسموح" المأخوذة عن رائعة المسرح الأمريكي Any Thing Goes.
تعد المسرحية من كلاسيكيات المسرح الموسيقي العالمي وتمزج بين الغناء والدراما لسرد قصة حب غير متوقعة على متن السفينة "S S American"، التي تبحر في الثلاثينيات من القرن الماضي من نيويورك إلى لندن.
تتأزم الأمور ويتصاعد الصراع الدرامي، حين يقع مسافر مندس خلسة بين الركاب هو "بيلي" في غرام المرأة الثرية "هوب" المخطوبة إلى اللورد "أوكلي"، ورغم استحالة نجاح هذا الحب، إلا أن العاشق المتيم يحصل على دعم من متعاطفين معه.
واستعادت كارول سماحة بريقها في مسرح مفتوح بقصر "بيت الدين" بجبل لبنان والذي ترك بصمة قوية على العرض كفضاء يعبق بالأصالة والتاريخ، مثريا العمل الذي تم تعريبه ببراعة ليناسب المتفرج العربي، مع الحفاظ على روح النص الأصلي.
تحولت "هوب" إلى "ياسمينا" و"بيلي" إلى "كريم"، فيما حملت حنجرة كارول عبء التعبير عن تحولات العلاقة العاطفية ومتغيرات المشاعر العنيفة من النقيض إلى النقيض.
واستطاعت الفنانة اللبنانية التعبير عن تناقضات شخصية "ياسمينا" التي تبدو أحيانا نموذجا للمرأة اللعوب، وأحيانا أخرى هشة وضعيفة، عبر العديد من الأغنيات التي جمعت بين المتعة والطابع الدرامي السردي، بمساعدة أوركسترا كامل مكون من 23 موسيقيا قدموا روائع الألحان الحية.
وضم فريق تمثيل "كله مسموح" نور حلو في دور "أمل"، فؤاد يمين في دور "مجاعص"، جوى كرم في دور"ألمازا"، دوري السمراني في دور "رامي العلم"، حيث اتسم أداؤهم بالدقة والفهم الواعي لأدوارهم التي تجمع بين المرح والشجن في نسيج درامي واحد.
