رغم أنك لا تستطيع الهروب من روتين الحياة، إلا أنك تستطيع تحويله. وتشير أحدث الأبحاث النفسية أنه من خلال تغيير طريقة تفكيرك، يمكنك أن تجعل حياتك اليومية أكثر إثارة للاهتمام وأن تخلق ثراءً نفسيًا في حياتك.
الثراء النفسي هو شكل قوي من أشكال المشاركة المعرفية. وهو يختلف عن السعادة والمعنى، ولكنه بنفس القدر من الأهمية للحياة الطيبة.
وتوصلت إحدى الدراسات بالتعاون مع شيجيهيرو أويشي ومختبره البحثي، إلى أن الناس يقدرون التجارب التي تحفز عقولهم وتحفزهم وتولد مجموعة من المشاعر، ويفضل كثيرون منهم الحياة المليئة بهذه التجارب.
واستحضرت الدراسة التي نشرها موقع "ساينس إليرت" المنظورات الثلاث في حياتك اليومية، التي تحول روتينك اليومي إلى فرص لا حصر لها لتجربة العالم باعتباره مثيراً للاهتمام، كما أنك تطور القدرة على تحسين حياتك.
من المعروف من ممارسات اليقظة الذهنية، أنه شكل من أشكال الملاحظة الذي يبرز التفاصيل التي عادة ما تتجاهلها: ملمس أوراق نبات المنزل، وجوه الغرباء الذين تمر بهم على الرصيف، وارتفاعات العلب المختلفة على رفوف المتجر.
لا يقتصر الفضول على الأطفال فقط. فمهما بلغت معرفتك، هناك دائمًا ما يثير فضولك - خاصة إذا تعلمت ملاحظة التفاصيل من خلال اليقظة الذهنية.
لنفترض أنك لاحظت أثناء تنقلك اليومي مجموعة من الأشخاص يتجمعون حول محطة الحافلات. الآن دع فضولك ينطلق: هل كانت محطة الحافلات موجودة دائمًا؟
من خلال طرح الأسئلة، فإنك تطلب من عقلك أن يفكر في شيء لم يفكر فيه من قبل. فأنت بذلك تخلق أفكارًا جديدة، وإذا سمحت لعقلك بالاستمرار في التفكير، فسوف تحظى بتجربة مثيرة للاهتمام، في حين تقوم بنفس الرحلة.
والأفضل من ذلك أنك ستكون قد خلقت هذه التجربة المثيرة للاهتمام بنفسك. لقد اكتسبت القدرة على تحسين حياتك، وهي القدرة التي تقع تحت سيطرتك تمامًا.
في حين يعتقد الناس غالبًا أن الإبداع موهبة، خاصة بالفنانين أو المخترعين فقط، فإن الجميع لديهم القدرة على الإبداع، فهو مهارة تتضمن تكوين روابط جديدة مع عقلك.
أنت مبدع كلما فعلت شيئًا جديدًا أو مختلفًا. سواء كان ذلك رسم منظر طبيعي رائع أم ارتداء مزيج جديد من الألوان أو تطوير طبق جديد أو مجرد تعديل وصفة، فإن كل ذلك يقع تحت مظلة الإبداع.
عندما تكون مبدعاً، سواء على نطاق واسع أم صغير، فإنك تولد شيئاً جديداً في حياتك، وهذا يضعك على المسار نحو تجربة الثراء النفسي.
حتى القليل من الإبداع سيضفي لمسة جديدة على روتينك اليومي، ارتدِ شيئًا لا ترتديه عادةً. أضف لمسة من الأناقة إلى خط يدك أو اختر قلمًا بلون مختلف للكتابة به.
لاحظ تأثير هذه التعديلات الصغيرة على يومك. وشيئًا فشيئًا ستتراكم لتجعل يومك أكثر إثارة للاهتمام.
