المفوضية الأوروبية: نشهد تقدما حقيقيا بفضل التنسيق بين أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة
تثير كتل زجاجية غريبة عُثر عليها في صحراء جنوب أستراليا اهتمام العلماء، بعدما أظهرت تحليلات حديثة أنها قد تكون بقايا نيزك اصطدم بالأرض قبل نحو 11 مليون عام، في حدث لم تُكتشف فوهته حتى اليوم.
وأكدت الباحثة آنا موسولينو، من جامعة إيكس مرسيليا الفرنسية، أن هذه الأجسام الزجاجية الصغيرة التي أُطلق عليها حديثا اسم "أنانجيت" تحتوي على تركيبة معدنية لا تشبه أي عينات معروفة من قبل؛ ما يجعلها دليلا محتملا على اصطدام قديم ترك آثارا زجاجية، لكن دون أن يترك وراءه فوهة يمكن التعرف عليها.
ويقول عالم الجيولوجيا فريد جوردان من جامعة كيرتن الأسترالية: "هذه العينات فريدة من نوعها في سجل الاصطدامات على الأرض، وتمثل حدثا لم يكن معروفا للعلم حتى الآن."
تتشكل هذه الزجاجيات عادة عندما ترتطم أجسام فضائية ضخمة بسطح الأرض، مولدة حرارة هائلة تذيب الصخور قبل أن تتناثر على شكل قطرات تتصلب لاحقا. وهي بمثابة "كبسولات زمنية" تحفظ أثر الاصطدام عبر ملايين السنين.
وتعود جذور الاكتشاف إلى عام 1969 وفقا لمجلة "earth and planetary"، حين حلّل عالمان من "ناسا" مئات العينات الزجاجية الأسترالية، ولاحظا وجود ثماني عينات بخصائص غير مألوفة، لكن ملاحظتهما لم تُتابَع علميا في ذلك الوقت.
ومع غياب العينات الأصلية اليوم، اعتمد فريق موسولينو على الوصف الكيميائي المنشور قبل عقود، ونجحوا في العثور على ست عينات مطابقة داخل متحف جنوب أستراليا.
عمر هذه العينات، الذي قُدّر بـ 11 مليون سنة باستخدام تقنية التأريخ بالأرجون، يدعم فرضية اصطدام مختلف كليا عن ذلك الذي أنتج "الأسترالايت"، لكنه يثير لغزا أكبر: أين اختفت الفوهة؟.
يرجّح الباحثون أن عوامل التعرية والجفاف الذي أصاب وسط أستراليا قبل 33 مليون سنة قد محا ملامح الحفرة، أو ربما دُفنت تحت طبقات الصخور والرمال، أو جرى الخلط بينها وبين نشاط بركاني قديم في مناطق أخرى مثل بابوا غينيا الجديدة.
ولا يستبعد العلماء أن يساعد التوسع في جمع عينات إضافية على تحديد مكان الاصطدام، لكنهم يعترفون بأن البحث قد يستمر سنوات، خاصة أن أستراليا تضم أصلا أكثر من فوهة نيزكية لم يُحدد موقعها بعد.