اكتشف باحثون أن بعض العناكب مثل نساجي Cyclosa orb، تستخدم أسلوبًا مذهلًا للبقاء على قيد الحياة، يتمثل في صناعة نسخ حريرية تشبه العناكب الكبيرة ووضعها على شبكاتها.
وهذه النسخ المزيفة تخدع الحيوانات المفترسة، مثل الطيور والدبابير، فتعتقد أن العنكبوت أكبر وأكثر تهديدًا، ما يقلل من احتمالية افتراسها.
الدراسة التي نُشرت في مجلة البيئة والتطور، كشفت أن هذه العناكب لا تكتفي بغزل شبكات عادية، بل تضيف إليها شخصيات حريرية متقنة الصنع، تُوضع غالبًا في منتصف الشبكة أو قرب مكان استراحة العنكبوت. وُجد أن موضع العناكب المزيفة ومستوى تناظرها يلعب دورًا كبيرًا في زيادة فعاليتها في ردع المفترسات.
هذه النسخ ليست مجرد زخارف جميلة، بل أدوات دفاعية حقيقية. تستخدم Cyclosa طول وسمك خيوط الحرير لخلق صورة ظلية واقعية للأرجل والجسم، ما يجعلها تبدو مهددة، وقد لوحظ أن إدخال هذه النسخ الوهمية يؤدي إلى انخفاض عدد العناكب التي يتم افتراسها، ما يعكس نجاح هذه الاستراتيجية الذكية.
كما أظهرت الملاحظات أن العناكب قادرة على تعديل تصاميمها وفقًا للسطوع ووجود الحيوانات المفترسة وموقع الشبكة، ما يدل على مرونتها وسلوكها التكيفي في البيئة الطبيعية.
وهذه القدرة على الخداع والتمويه لا تحمي العنكبوت فحسب، بل تقدم للعلماء نموذجًا لفهم كيف يمكن للحيوانات الصغيرة التأثير على سلوك المفترسات الأكبر، وكيف تطورت استراتيجيات البقاء في الطبيعة.
باختصار، تظهر هذه الدراسة أن العناكب Cyclosa ليست قوية جسديًا فقط، بل ذكية بما يكفي لاستغلال بيئتها بطرق مبتكرة للبقاء على قيد الحياة، ما يجعلها مثالًا رائعًا على قدرة الطبيعة على ابتكار أساليب الدفاع الخادعة.
