توفي متسلق إيطالي يبلغ من العمر 49 عامًا أثناء محاولته مساعدة زميلته بعد أن أصيبت بكسر في الساق على قمة جبلية في قيرغيزستان.
وأفادت صحيفتا "التايمز" و"ديلي ميل" بأن المتسلق لوكا سينيغاليا من ميلانو توفي نتيجة انخفاض مستويات الأكسجين وانخفاض حرارة الجسم على قمة بوبيدا، المعروفة أيضًا باسم "قمة النصر" أو "جينغش تشوكوسو"، والتي ترتفع نحو 24,406 أقدام ضمن سلسلة جبال تيان شان قرب الحدود مع الصين.
وكان لوكا قد صعد القمة عدة مرات محاولًا إيصال مؤن إلى صديقته الروسية ناتاليا ناغوفيتسينا، 47 عامًا، التي سقطت وكُسرت ساقها في 12 أغسطس.
وأوضحت وسائل الإعلام أن لوكا توفي على بُعد نحو 2000 قدم من مكان احتجاز ناغوفيتسينا، قبل انتشال جثته من كهف جليدي. وتشير التقارير إلى أن سبب الوفاة قد يكون وذمة دماغية ناجمة عن ارتفاع السوائل في الدماغ.
وقالت باتريزيا سينيغاليا، شقيقة لوكا، لصحيفة "التايمز": "لقد قام بعمل شجاع للغاية. لم يكن ليترك أحدًا خلفه أبدًا، وخاصة ناتاليا التي ارتبط بها خلال هذه التجربة الصعبة".
وشارك في عملية الإنقاذ المتسلق الألماني غونتر سيغموند، الذي تمكن لاحقًا من العودة بأمان. ومنذ ذلك الحين، تواصل عدة جهات، بينها الاتحاد الروسي لتسلق الجبال ووزارة الطوارئ في قيرغيزستان، جهودها لإنقاذ ناغوفيتسينا، التي رُصدت آخر مرة على سفح الجبل يوم 19 أغسطس بواسطة طائرة مسيّرة، ولا يزال مصيرها مجهولًا؛ بسبب سوء الأحوال الجوية ودرجات الحرارة المنخفضة.
وأشار ألكسندر بياتنيتسين، نائب رئيس الاتحاد الروسي لتسلق الجبال، إلى صعوبة مهمة الإنقاذ؛ بسبب التضاريس الوعرة وطول سلسلة الجبال التي تمتد لنحو ثلاثة كيلومترات، ما يجعل الوصول إلى المتسلقة شبه مستحيل.
وكان لوكا قد التقى ناتاليا لأول مرة عام 2021 أثناء تسلق جبل خان تنغري، حيث ساعدها وزوجها سيرجي على النزول بأمان قبل أن يتوفى سيرجي لاحقًا إثر إصابته بسكتة دماغية. وقالت شقيقته مجددًا: "لقد قام بعمل شجاع للغاية. لم يكن ليترك أحدًا خلفه أبدًا".