ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
اجتاحت الشارع السوري موجة غضب عارمة؛ بسبب انتشار فيديوهات تظهر الاحتفاء بالمؤثرين على مواقع التواصل، وتخصيصهم بدعوات لحضور المناسبات المهمة مثل معرض دمشق الدولي، مقابل إهمال المبدعين أصحاب الكفاءات.
وتسبب فيديو يصور فرز مجموعة كبيرة من عناصر الأمن السوري لحماية "يوتيوبر" شاب، واحتشاد الجماهير حوله، بتعليقات قاسية ضد الحكومة، فكتب المحامي الشهير منيب هائل اليوسفي مقالاً في صفحته الشخصية على فيسبوك بعنوان: "حراس المؤثر.. وجنازة العميد".
وقارن اليوسفي بين فيديو الحماية المشددة التي تم توفيرها لأحد اليوتيوبرز الشباب، ومقتل رئيس قسم الأمراض الصدرية ونائب عميد كلية الطب في جامعة حلب، الطبيب المعروف باسل زينو، بطريقة وحشية، واصفاً الراحل بـ"الصرح العلمي".
وكان التركيز على دعوة المؤثرين عبر السوشيال ميديا إلى معرض دمشق الدولي، وإهمال المثقفين والإعلاميين السوريين المعروفين، قد تسبب هو الآخر بتعليقات ساخرة وغاضبة من المتابعين.
وكان المخرج زهير قنوع قد قال، في تصريحات لـRT الروسية: "أردت التقدم عبر وزارة الثقافة لتقديم حفل ضمن أيام المعرض الفنية، لكن الإجابة الصادمة أتت بعدم وجود فعاليات فنية وموسيقية".
وتفاجأ السوريون في معرض دمشق الدولي بحلة مختلفة هذا العام، فرغم شهرته الفنية تاريخياً، حيث شارك فيه الموسيقار محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وفيروز وأم كلثوم، إلى جانب مغنين عالميين مثل ديميس روسس، فإن فناني سوريا والعرب غابوا واقتصر التركيز على "اليوتيوبرز" المؤثرين!.
وتسببت دعوة المؤثرين والاهتمام بهم بحملة شنها المتابعون على وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، وطالب البعض بإقالته، بعد استقباله مجموعة من المؤثرين، والحديث عن دورهم الإيجابي في التحرير، وضرورة مشاركتهم في عملية البناء!.
وانتقد المعلقون غياب نجوم سوريا في الدراما عن دائرة الاهتمام في المناسبات الحكومية، وكذلك المثقفين والأدباء والشعراء والمسرحيين ونجوم الموسيقا والسينما. وقال البعض إن ما جرى في معرض دمشق الدولي ربما يشرح طبيعة النظرة الرسمية الخاطئة للفن والثقافة بشكل عام.
ونشر أحد المهتمين بالشأن العام، المعروف بـ"ماغوط حوران"، واسمه الحقيقي ماهر الزعبي، فيديو لأحد المؤثرين الذين تم الاحتفاء بهم في معرض دمشق الدولي، وعلق مستهجناً من وزير الإعلام السوري رغبته في الاعتماد عليه في "تشكيل الوعي الوطني لدى شريحة الشباب تحت 20 عامًا!". في حين وصف متابع آخر ما يجري بأنه "فضيحة سياسية وأخلاقية".
لكن البعض رأى في حضور المؤثرين السوريين والعرب الفعاليات الحكومية الرسمية، وأهمها معرض دمشق الدولي، خطة ذكية لاستقطاب تلك الفئة القادرة على توجيه الرأي العام وإظهار إيجابيات الحكومة ومدح رجالاتها وأعمالها.