تعرض طفل سوري يبلغ من العمر عشر سنوات، لاعتداء بضرب وحشي من قبل مراهقين أتراك في مدينة إسطنبول؛ ما أثار ردود فعل غاضبة وواسعة في الأوساط التركية والسورية في البلاد.
وأظهر مقطع فيديو، لقطات مروعة لضرب المراهقين (20 و17 عامًا) للطفل داخل مقهى للإنترنت والألعاب في منطقة "إسنيورت" التي يقطنها عدد كبير من السوريين المقيمين في إسطنبول.
وتكفل مراهق ثالث (14 عامًا) بتصوير الاعتداء الذي شهد ضرب الطفل السوري بواسطة "كبل"، بجانب محاولة إيذاء أذنه بواسطة كماشة حديدية، بينما يحاول الضحية الدفاع عن نفسه، والإفلات منهم، قبل أن ينتهي الفيديو بلقطة للطفل وقد ملأت الدماء وجهه.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن المعتدين أرسلوا الفيديو لشقيق الطفل الضحية، وهددوه بالتعرض لاعتداء مماثل فيما لو تقدم بشكوى للشرطة ضدهم.
وأضافت أن الشرطة أوقفت المعتدين، وأحالتهم إلى التحقيق ومن ثم المحاكمة في الاعتداء الذي مارسوه على الطفل السوري.
كما شملت الإجراءات، إغلاق مقهى الإنترنت الذي شهد الاعتداء.
ولم تتضح دوافع الاعتداء بالضبط، وما إذا كانت جزءًا من خلاف بين المراهقين وشقيق الطفل الذي تعرض للاعتداء، أم لدوافع عنصرية.
لكن الناشط السوري في تركيا، طه الغازي، وصف سلوك المعتدين بأنه "عنصري"، وقال إنهم نشروا الفيديو الذي صوروه في بعض المجموعات والمواقع الإلكترونية، قبل أن تتدخل السلطات المختصة وتوقف مجموعة الشبان المعتدين.
وأضاف الغازي الذي ينشط في الدفاع عن حقوق اللاجئين السوريين في تركيا، أنه ينسق مع عدد من المنظمات والهيئات والكوادر الحقوقية التركية، لمتابعة الأمر وتقديم الدعم القانوني لعائلة الطفل والبدء بمسار مساءلة ومحاكمة المعتدين.
ويعيش في إسطنبول قرابة 500 ألف سوري من أصل أكثر من ثلاثة ملايين سوري قدموا إلى تركيا تباعًا بعد العام 2011، قبل أن يبدؤوا في رحلة عودة لبلادهم في الأيام الماضية بعد سقوط النظام السابق الذي تحولت الاحتجاجات ضده لحرب مدمرة بين قواته وقوات المعارضة.