أثارت رائحة كريهة منبعثة من إحدى المركبات المركونة في حي ميسلون بمدينة درعا السورية، شكوك العابرين وأصحاب المحال القريبة، الذين اتصلوا بالشرطة، ليعثر العناصر على جثة متفسخة لرجل داخل المركبة.
وتعقيبًا على الحادثة، قالت وزارة الداخلية السورية عبر صفحتها على "فيسبوك"، إن الفحص الأولي للجثة، أظهر أنها تعود لشاب في العقد الرابع من العمر، وقد تعرَّض للطعن قبل أيام بأداة حادة، كما تلقَّى ضربات على الرأس أدت إلى تهشيم الجمجمة.
وكان اللافت أثناء تفتيش المركبة، أن القاتل وضع قطعة "حشيش" مخدر فوق الجثة، وبجانبها حبة كبتاغون، وورقة صغيرة مكتوب عليها: "إنه تاجر مخدرات، ومخبر للجهات المختصة".
وبعد إجراء المزيد من التحقيقات، تبين أن الجثة عائدة للشاب "قاسم"، حيث أفاد والد المجني عليه بأن هناك خلافات عائلية بين ولده وزوجته المدعوة "تغريد" وأشقائها.
وأدت التحريات المكثفة وجمع المعلومات الدقيق، إلى كشف ملابسات الجريمة، حيث تم إلقاء القبض على المدعو "أحمد" وولده "يوسف"،
وبينت عملية مقارنة الخطوط، أن الورقة مكتوبة بخط المتهم "يوسف"، الذي انهار لدى مواجهته بالإثباتات، فاعترف بتفاصيل الجريمة.
واعترف القاتل "يوسف" بإقدامه على قتل المجني عليه بالاشتراك مع والده بسبب خلافات عائلية.
وقال يوسف إن عمّته (تغريد) حضرت إلى منزلهم، لأنّ زوجها يقوم بضربها بشكل دائم ويُسيء معاملتها، ويجبرها على تعاطي المواد المخدرة.
وقال "يوسف"، إن المجني عليه حضر إلى بيتهم بقصد إعادة زوجته للمنزل، فحصل شجار بينهم، وأشهر عليهم "موسًا كبَّاسًا"، فأصاب والده بطعنات بيده وساقيه، وعندها قام المقبوض عليه (يوسف) بنزع السكين منه، وطعنه عدة طعنات حتى سقط على الأرض. ثم أحضر قطعة حديدية، وضربه عدة ضربات على رأسه من الخلف، حتى تأكد أنه فارق الحياة.
وقال يوسف، إنه اشترك مع والده، بلفّ وتربيط الجثة، وعثرا ضمن ملابس المجني عليه على قطعة حشيش مخدر وحبة كبتاغون مخدرة. فقاما بسحب الجثة ووضعها داخل مركبته، وكتبا العبارة المذكورة على ورقة وضعاها فوق الجثة، لإبعاد الشبهة عنهما.
كما عثر "يوسف" ووالده، على جهازي خليوي قاما بسرقتهما من المجني عليه، قبل أن يتركا الجثة في أحد أحياء المدينة ويلوذا بالفرار.
وعند مواجهة والد القاتل يوسف، بتفاصيل الجريمة واعترافات ابنه، اعترف بصحة ما ورد، وعند تفتيش منزله عُثر على الجهازين الخليويين وأداة الجريمة، فتمت مصادرتها، وأُحيل المتهمان إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما.