تقديرات الجيش الإسرائيلي: حماس ستحاول نقل المزيد من الرهائن إلى مدينة غزة
يحتل العرض المسرحي "ترحال" موقعا خاصا في تاريخ الحركة المسرحية بالسعودية، فهو يراهن على حالة استثنائية وغير مسبوقة من الإبهار البصري والفنون الأدائية واللوحات الراقصة، التي تتحول خشبة المسرح معها إلى فضاء حر وشاسع يتسع للمغامرات الفنية الكبرى؛ وهو ما ينطبق على هذا العمل الفريد والمختلف.
وينتمي العمل إلى "المسرح التفاعلي" الذي لا يكتفي فيه الجمهور بدور المتفرج السلبي الصامت بل يشارك في صناعة الحدث، لاسيما على صعيد التقنيات المتطورة والوحدات الضوئية ثلاثية الأبعاد والتي تجعل من المشاهد يشعر بأنه فعلا في قلب الحبكة الدرامية وليس مجرد متفرج يتابع عبر حاجز.
تقوم الحبكة الدرامية على "سعد"، شاب سعودي عاشق لوطنه، شغوف بتاريخه، لكنه يريد معرفته عن قرب، فيقرر أن يرتحل عبر أرجاء المملكة، يخوض دروبها المترامية طولا وعرضا، إنه يريد سبر أغوارها في رحلة حقيقية وليس من وراء شاشات منصات التواصل.
ينجح سعد في مسعاه وتتعمق هويته ويتنامى حسه الوطني، قبل أن يعود في نهاية العمل إلى قريته الصغيرة مشبعا بمشاعر مختلطة من الفخر والدهشة والتأملات.
يُعرض العمل على خشبة مسرح "ميادين" بمحافظة الدرعية، ضمن فاعليات مهرجان "لوّن صيفك"، ويتميز بقدرته الفائقة على عرض تنوع مناخات وبيئات السعودية عبر مجسمات مدهشة، فضلا عن إبراز تعدد الأزياء التقليدية السعودية والموروث الشعبي والأهازيج والطقوس وفنون الطهي.
ويشهد العرض أكبر مشاركة إبداعية في تاريخ المسرح السعودي، عبر مئات الممثلين، أساسيين وثانويين، والكُتاب ومصممي الحركة والإضاءة والديكور، بالتوازي مع عناصر الخبرة من الكفاءات العالمية وعلى رأسها المخرج الراحل، البلجيكي من أصول إيطالية، فرانكو دراغون.
ورغم استعانة المسرحية بتقنيات مغرقة في الحداثة والتطور من حيث "الشكل"، إلا أنها تتناول من حيث "المضمون" قضية الهوية والروح الوطنية والارتباط بالجذور.