حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
يكشف فيلم "قطار الأطفال" الذي يُعرض، حاليًا، على منصة "نتفلكس" أحد الوجوه الأخرى المسكوت عنها لأوروبا، وهو ذلك المزيج البشع من الفقر المدقع، وقتل البراءة، الذي كان ضحيته الأطفال في إيطاليا، وتحديدًا جنوب البلاد في نابولي.
وتبدأ الأحداث مع نهايات الحرب العالمية الثانية حيث كان الجنوب الإيطالي يتعرض للغارات الجوية المميتة، وحين توقف هدير طائرات الموت، تكشفت ملامح حالة غير مسبوقة من نقص المواد الغذائية والجوع.
"أميرغوا إسبيرانزا" طفل يبلغ التاسعة من العمر، يعاني من الهزال الشديد، ونقص وسائل التدفئة، ويسير حافي القدمين، وبالكاد يحصل على بعض الحساء الذي يسد رمقه بعد أن تتنازل عنه والدته "أنتونيتا اسبيرانزا" متظاهرة بأنها تشعر بالشبع.
ويجد الطفل نفسه ضمن قائمة الصغار المستهدفين فيما يسمّى بـ"مبادرة الأمل" وهي مبادرة أطلقتها تنظيمات، وأحزاب شيوعية، تهدف إلى خلق نوع من التكافل الاجتماعي من خلال استضافة الأطفال الفقراء في الجنوب لدى عائلات ميسورة نوعًا ما في الشمال.
الفكرة تبدو نظريًا رائعة، لكنها عمليًا تواجه العديد من التحفظات الأخلاقية منها محاولة استقطاب عناصر جديدة لتكون أعضاء في تلك الأحزاب سواء الأطفال أنفسهم أو عائلاتهم، فضلاً عن صدمة الفقد التي تصيب أطفال اضطرتهم الظروف لترك منازلهم لم يقرب من العام.
ينعم "أميرغو" بالدفء والطعام والملابس، يستشعر آدميته المفقودة في مشاهد مؤثرة، مثل التعرف على أنواع من الجبن واللحم لأول مرة بحياته، وتهجّى أسماءها، فضلاً عن الاستحمام بماء ساخن، وانتعال حذاء قوي ومريح، في سابقة هي الأولى من نوعها.
بعيدًا عن الاحتياجات الأساسية، يحلّق في عالم السحر حين يسمع للمرة الأولى العزف على الكمان، تجذبه الموسيقى، وتشحذ روحه، ويكتشف في نفسه موهبة عبقرية في العزف على الأوتار.
ترفض أمه دعم موهبته، بل تبيع آلة الكمان كي توفر الطعام للمنزل بثمنها، فيستشيط غضبًا ويقرر أن يعود إلى عائلته الجديدة في الشمال.
يتميز الفيلم ببطولة جماعية للأطفال الذين أجادوا ببراعة في تقديم أدوارهم لا سيما الطفل الرئيس "كرستيان سيرفوني"، كما كانت "سيرينا روسي" مقنعة في دور الأم التي تتنازعها صراعات عنيفة في تربية ابنها.
واكتمل البناء الفني للعمل مثل دائرة درامية مغلقة تبدأ بموسيقار شهير ينتظره الجمهور في قاعة الأوبرا، ثم تعود الأحداث إلى الوراء لنكتشف أنه هو نفسه الطفل "أميرغو".
وتأتي النهاية مؤثرة على المستوى العاطفي، حين يعود الموسيقار إلى قريته القديمة في نابولي في لحظة مفعمة بالمشاعر بعد أن توفيت والدته ويخطو داخل المنزل الذي غادره غاضبا قبل 40 عامًا.