في حكم وصفه خبراء قانونيون بأنه "العقوبة الرادعة" و"الجزاء العادل"، قضت محكمة مصرية في محافظة بني سويف، جنوب البلاد، بمعاقبة أستاذ بجامعة المحافظة بالحبس لمدة سنة وغرامة مالية قدرها 100 ألف جنيه، لاتهامه بالسخرية والتنمر على طالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أن "الأستاذ الجامعي ارتكب في شهر سبتمبر الماضي فعلاً يندرج تحت جريمة التنمر ضد المجني عليها"، مشددة على أن "ما صدر عنه يتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، ويشكل انتقاصاً من كرامة الطالبة وإلحاق أضرار نفسية ومعنوية جسيمة بها".
وجاءت الواقعة عندما تقدمت الطالبة بكلية الحقوق بمقابلة للحصول على شهادة "الدبلومة التربوية"، واعتمدت خلالها على عكاز طبي، ما دفع الأستاذ، المنتمي لكلية التربية، إلى التهكم عليها والسخرية من إعاقتها خلال المقابلة، بحسب ما ورد في تقرير المحكمة.
وأشارت المحكمة إلى أن "المتهم، بصفته أستاذاً جامعياً، ارتكب أفعالاً تشكل جريمة تنمر مكتملة الأركان بحق المجني عليها، من خلال أقوال وإشارات حملت سخرية واضحة وانتقاصاً من كرامتها، مما أدى إلى تضررها نفسياً ومعنوياً بشكل جسيم".
وشددت المحكمة على أن "المكانة العلمية والوظيفية تفرض على شاغليها الالتزام بمعايير الاحترام والقدوة الحسنة، والحفاظ على حقوق الطلاب والخريجين دون تمييز، خاصة الفئات الأولى بالرعاية والمعاقين".
وأضافت في حيثيات الحكم أن "الأفعال المنسوبة للمتهم تشكل جرائم يعاقب عليها وفقاً لقانون العقوبات وقانون مكافحة التنمر، ما استوجب توقيع العقوبة المقررة قانوناً، تحقيقاً للردع العام والخاص، وحماية لكرامة الأفراد داخل المؤسسات التعليمية، وضماناً لعدم تكرار مثل هذه الوقائع مستقبلاً".
وجاء هذا الحكم بعد تحقيق قضائي دقيق واستماع المحكمة لجميع الشهود وجمع الأدلة، في خطوة اعتبرها مختصون بمثابة رسالة قوية لكل المسؤولين داخل المؤسسات التعليمية بضرورة احترام حقوق الطلاب والحفاظ على كرامتهم، وعدم التسامح مع أي تصرفات تمس الفئات الأكثر ضعفاً وحاجة للرعاية.
