logo
منوعات

نشاطات الأطفال المفرطة.. كيف تؤثر على صحتهم النفسية؟

نشاطات الأطفال المفرطة.. كيف تؤثر على صحتهم النفسية؟
تعبيرية المصدر: iStock
14 يوليو 2025، 12:57 م

أظهرت نتائج استطلاع أجرته شركة Harris Poll على أكثر من 2000 والد ووالدة أن الآباء يقضون ما يزيد على 30 ساعة أسبوعيًّا في تنسيق جداول الأسرة، وهو ما يعادل تقريبًا وظيفة بدوام كامل. ولو تم تعويضهم ماليًّا عن هذا الجهد العقلي والعاطفي والجسدي، لكانوا يحصلون على دخل سنوي يعادل 60 ألف دولار.

لكن الجانب الأخطر لا يتمثل فقط في ضياع الوقت، بل في تأثير ذلك على العلاقة بين الأزواج. فقد أشار 61% من المشاركين إلى أن هذا العبء قلل من جودة الوقت الذي يقضونه مع شركاء حياتهم، بينما أكد 47% أن هذا التوتر الناتج عن الجدولة المفرطة أثّر سلبًا على حياتهم الحميمة، و25% لجؤوا للعلاج النفسي في محاولة لمواجهة هذا الضغط المتزايد.

أخبار ذات علاقة

طفل مصاب بخلل نطقي

ليس بالكلام فقط.. كيف تدعم طفلك في مواجهة صعوبات النطق؟

العبء الذهني

ويعرّف الخبراء "العبء الذهني" بأنه الجهد العقلي والعاطفي المستمر اللازم لتسيير أمور الأسرة اليومية، مثل تذكر المواعيد الطبية والمدرسية، تنظيم الوجبات، توفير الرعاية للأطفال، وترتيب الأنشطة، وهو عبء غالبًا ما يقع على عاتق أحد الوالدين بشكل أكبر.

وتتعدد أسباب هذا الإفراط في الجدولة، ومنها شعور الأهل بالذنب في حال لم يشركوا أطفالهم في أنشطة تنموية، أو المقارنات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي، أو اعتقاد بعض الأهل أن انشغال الأطفال بالأنشطة يمنحهم وقتًا لإنجاز أعمالهم. وتُضاف إلى ذلك ثقافة مجتمعية تُمجّد الإنتاجية على حساب الراحة والهدوء.

تأثير الجدولة الزائدة

لكن، ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذه الجدولة الزائدة لا تؤذي الأهل فقط، بل تمتد آثارها السلبية إلى الأطفال أيضًا. فبدلاً من الاستمتاع بلحظات من اللعب الحر أو قضاء وقت غير مقيّد مع الوالدين، يجد الأطفال أنفسهم يتنقلون بين الدروس الرياضية والموسيقية والجلسات التعليمية، مما قد يؤثر على صحتهم النفسية والشعور بالأمان العاطفي داخل الأسرة.

ويشير معالجون نفسيون إلى أن الحل يكمن في التفاهم والحوار المنتظم بين الأزواج. من الضروري التحدث عن المسؤوليات بوضوح، وتقسيم المهام وفقًا لقدرات كل طرف، مع دعم كل شريك لاحتياجات الآخر في الحصول على فترات راحة حقيقية دون مقاطعات. كما ينصح المختصون بضرورة تخصيص وقت منتظم للزوجين وحدهما، سواء في موعد عشاء هادئ أو حتى جلسة قصيرة بعد نوم الأطفال، لإعادة التواصل العاطفي والجسدي.

وأهم ما يمكن للوالدين فعله هو التوقف عن تحميل أنفسهم فوق طاقتهم. فمن الطبيعي أن يُلغى نشاط أو يُؤجل موعد غير ضروري، ومن الصحي أن يتعلّم كل فرد في العائلة قول "لا" حين يشعر بالإرهاق. 

وفي نهاية المطاف، يُجمع الخبراء على أن العمل كفريق متكامل داخل الأسرة هو السبيل الوحيد لتخفيف هذا العبء الذهني، والحفاظ على التوازن بين المسؤوليات والعلاقة الزوجية. 
 


 
 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC