اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
بينما تكتفي معظم الحيوانات آكلة اللحوم بترك عظام فرائسها لصلابتها وصعوبة هضمها، تمتاز الثعابين بقدرتها على ابتلاع فريستها كاملة، بما في ذلك العظام، دون أن تطرحها لاحقًا بشكل يمكن التعرف عليه، كما تفعل بعض الحيوانات الأخرى.
وقد حيّرت هذه الظاهرة العلماء لفترة طويلة، خصوصًا كيف تتمكن الثعابين من هضم العظام بكفاءة.
وكشف فريق من الباحثين عن نوع جديد من الخلايا في أمعاء ثعابين البايثون البورمية (Python molurus bivittatus)، يُعتقد أنه يلعب دورا حاسما في هذه القدرة الفريدة.
وتعمل هذه الخلايا على امتصاص كميات كبيرة من الكالسيوم والفوسفور الناتجة عن هضم الهياكل العظمية؛ ما يحول دون تحميل الجسم فوق طاقته ويتيح للثعبان الاستفادة الكاملة من فريسته.
ويقول عالم الأحياء جيهان هيرفي ليغنوت من جامعة مونبلييه في فرنسا: "أظهر التحليل المورفولوجي لظهارة الثعبان وجود جزيئات فريدة لم ألاحظْها سابقا في الفقاريات الأخرى. فهذه الخلايا تختلف عن الخلايا المعوية الماصة العادية بكونها ضيقة للغاية، مزودة بزوائد دقيقة قصيرة، وطيّات قمية تشكل سردابا خاصا."
ولاحظ العلماء أن قلة قليلة من الحيوانات تمارس ما يُعرف بـ"ابتلاع العظام" عمدا، وهي عادة مرتبطة بتعويض نقص الفوسفور والكالسيوم في النظام الغذائي.
وفي حالة الثعابين الأليفة التي تُطعم فقط بأطعمة خالية من العظام، تظهر عليها علامات نقص الكالسيوم؛ ما يوضح أهمية العظام كمصدر أساسي في غذائها.
لكن إذا تجاوز امتصاص الكالسيوم الحدود الطبيعية، قد يؤدي ذلك إلى زيادة غير صحية في تركيزه في الدم لدى الثعابين.
وباستخدام المجهر الضوئي والإلكتروني، درس الباحثون خلايا الأمعاء في ثعابين البايثون البورمية، بالإضافة إلى قياس مستويات الهرمونات والكالسيوم في دم ثعابين صائمة، وأخرى تتغذى على فرائس طبيعية، أو جرذان منزوعة العظام.
وأظهرت النتائج وجود نوع متخصص من الخلايا يمكّن الثعبان من هضم العظام ومعالجة محتواها بكفاءة.
وفي الثعابين الصائمة، تظهر هذه الخلايا بتجاويف فارغة. وعندما تتغذى الثعابين على فرائس خالية من العظام، لا تنتج هذه الخلايا جزيئات، رغم وجود عناصر الحديد داخل التجاويف.
أما عند إضافة مكملات الكالسيوم إلى وجبات خالية من العظام، فتملأ جزيئات كبيرة هذه التجاويف.
كما لم يُعثر على عظام أو شظايا عظام في براز الثعابين؛ ما يدل على أن هياكل فرائسها تُهضم بالكامل.
وأظهر الباحثون أن الجسيمات في تجاويف الخلايا تمثل فائضا بعد استفادة الثعبان من العظام المذابة بالكامل، ويبدو أن دور هذه الخلايا المكتشفة حديثا هو عزل وإخراج الفائض من الكالسيوم والفوسفور الذائب.