يستكشف كتاب "ستيفن إس. هول" الجديد "الزواحف: كيف تضيء مخلوقات الطبيعة الأكثر تشويهًا عالمنا؟" عالم الثعابين الخفي، ويقدم استكشافًا علميًا وثقافيًا وبيئيًا لهذه المخلوقات التي غالبًا ما يُساء فهمها، بحسب تعبيره.
ووفقا لموقع "سيلكولوجي توداي"، يهدف هال، وهو كاتب علمي مخضرم، إلى التوفيق بين الخوف والكراهية المنتشرين في المجتمع تجاه الثعابين وسماتها البيولوجية المذهلة وأهميتها في الطبيعة.
واستناداً إلى الأبحاث العلمية الحديثة، يسلط هول الضوء على القدرات المذهلة التي تتمتع بها الثعابين، والتي لم يتم اكتشاف الكثير منها إلا في العقود القليلة الماضية. فعلى سبيل المثال، كشف استخدام القياس عن بعد اللاسلكي في تسعينيات القرن العشرين أن بعض أنواع الثعابين، مثل الأفاعي الجرسية، تظهر سلوكاً اجتماعياً وحتى أنها تشكل روابط مع أفراد معينين.
وتظهر الثعابين أيضًا تكيفات أيضية غير عادية، كما هو الحال في الثعابين البورمية التي يمكنها تناول وجبة ضخمة مرة واحدة في العام، إذ تقوم بتكبير أعضائها لمعالجتها ثم تقليصها بعد ذلك.
ويؤكد هول أن دراسة الثعابين يمكن أن توفر رؤى قيمة في علم الأحياء البشري. يقدم البحث في تكاثر الثعابين، مثل دراسة تشريح أعضائها التناسلية الفريد، تأثيرات في صحة الإنسان، خاصة في فهم الديناميكيات الجنسية. بالإضافة إلى ذلك، يتطرق هول إلى أصول الخوف البشري من الثعابين، مما يشير إلى أنه قد يكون آلية بقاء تطورية منحت الثدييات والرئيسيات المبكرة ميزة في اكتشاف الحيوانات المفترسة السامة.
ويتناول الكتاب أيضًا التبجيل القديم للثعابين، فقد اعتبرتها العديد من الثقافات رمزًا للقوة والحماية والشفاء. ويزعم هول أن هذا الاحترام قد حل محله الخوف في العصر الحديث، ويقترح أن الفهم الأعمق للثعابين قد يؤدي إلى تقدير أكبر لبيولوجيتها الفريدة وأدوارها في النظم البيئية.
ومن خلال الكتاب، يأمل هول تغيير النظرة العامة، وحث الناس على احترام الثعابين وحماية مواطنها، مما يعود بالنفع في نهاية المطاف على صحة الإنسان والبيئة.