يعد عبد الوهاب عبد المحسن أحد أبرز الفنانين التشكليين على الساحة المصرية حيث تتميز خطوطه وألوانه بعذوبة شديدة لا سيما في استلهام الطبيعة. كما إنه مؤسس "ملتقى البرلس الدولي" للرسم على الجدران والمراكب. ويأتي معرضه الحالي " دوران الفصول- 50 عامًا من الفن" والمقام بجاليري "ضي" بحي " الزمالك" بالقاهرة بمثابة استعادة لأبرز المحطات في مسيرة لافتة.
إلى أي حد يرتبط اسم "دوران الفصول" بمضمون المعرض؟
الحقيقة أن فكرة الدوران تأتي هنا بأكثر من معنى، فهي تشير لدوران الأرض ومن ثم الطبيعة، ثم تتوالى الفصول بما تتضمنه من حالات متنوعة ومتعاقبة وهو ما تعبر عنه لوحات المعرض بشكل مباشر.
وكيف ترى تجربتك عبر 50 عامًا؟
اجتهدتُ وغامرتُ وبحثتُ عن معنى وهوية وخصوصية عبر تجربة كافة الوسائط التعبيرية في الفن التشكيلي. أشعر بالرضا عن منجزي الذي أراه يعبر عني، أما التقييم النهائي للتجربة فمتروك للمتلقي من جمهور ونقاد.
هل تشعر أنك حققت أحلامك عبر نصف قرن؟
عبرت عن نفسي بشكل جيد من خلال تجربة ممتدة ومؤثرة حسبما أعتقد، لكن لا يزال هناك أفكار تطاردني وتحديات إبداعية تلوح لي.
لم تفرغ جعبتك إذن من الأحلام؟
بالعكس، لا تزال هناك أفكار كثيرة تلح عليّ وأتمنى أن يسعفني الوقت وأنفذها، كما إن هناك شغلًا جديدًا لم يسبق عرضه يندرج في إطار " ثيمة" أو موضوع لمعرض متكامل أشتغل عليها عبر العديد من اللوحات وأتمنى أن أنتهى منها قريبًا وأعرضها في معرض أعتقد أنه سوف يكون مختلفًا.
ما "ثيمة " هذا المعرض المرتقب؟
هى "ثيمة" فكرية و"أيديولوجية" في المقام الأول لها علاقة بالشخصية المصرية والعربية وما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات.
ما الذي ندمت عليه في هذه الرحلة عبر خمسين عامًا؟
لا شيء كبيرًا، فقط عدم تعلمي اللغة الإنجليزية، أشعر أنه عطلني كثيرًا.
هل تشعر أن الفن التشكيلي أعطاك ما كنت تتمناه؟
أعطاني كل ما أحلم به من متعة الخيال والتفكير والانفعال، فضلًا عن التواصل مع الطبيعة والتعبير الحر الجميل عن أفكاري وانفعالاتي.
لكنه لم يعطك عوائد مادية؟
الفن أعطاني متعة لا تقدر بالملايين ولم أنتظر قط أكثر من ذلك.
كيف تطورت رؤيتك الفنية عبر العقود الماضية؟
في البداية كنت أميل لما يسمى بـ "التعبيرية التجريدية" نتيجة اقترابي من الموضوعات التي أعبر عنها اقترابًا شديدًا وكأني أضعها تحت المجهر. وفي مرحلة أخرى، ركزت على الطبيعة وأصبحت أرى الأشياء مكتملة ككل ومن ثم اختلف المنتج النهائي.
ما سر هيمنة الطبيعة على أعمالك؟
أنا ابن الطبيعة، العاشق الولهان لها، أعيش حرفيًّا وسطها وعيني طوال الوقت على المساحات الخضراء وحركة السحب والشمس والظلال، وبالتالي هي الملهم والنبع الروحي في تجربتي.
