كشف عالم الأحياء في مينيسوتا عن فوائد غير متوقعة للذئاب الرمادية تتجاوز سمعتها المخيفة. فبينما غالبًا ما تُصوَّر الذئاب كأشرار في القصص الشعبية، تظهر الأبحاث الحديثة أنها تلعب دورًا حيويًّا في التحكم بسلوك الغزلان؛ ما يسهم في منع حوادث السيارات وإنقاذ الأرواح البشرية. وتسلط الدراسة الضوء على الأهمية البيئية والاقتصادية الأوسع للأنواع المفترسة.
واكتشف توماس غابل، عالم الذئاب بجامعة مينيسوتا، جثة غزال قرب طريق سريع، وحدد أنها نتيجة لصيد الذئاب. ومن خلال تتبع الذئاب لسنوات، يستخدم غابل أطواق تتبع GPS وكاميرات مراقبة لتسجيل عادات صيدها. وكشفت أبحاثه أن الذئاب غالبًا ما تصطاد بالقرب من الطرق والمسارات البشرية؛ ما يخلق ما يسميه علماء البيئة "منظرًا من الخوف". وتعدل الغزلان سلوكها لتجنب المفترسين؛ ما يقلل التصادمات مع المركبات.
ووجد الاقتصادي البيئي دومينيك باركر وفريقه وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" أنه مع عودة الذئاب إلى ولاية ويسكونسن، انخفضت حوادث السيارات مع الغزلان بنسبة 24% في المتوسط؛ ما منع نحو 1,100 حادث و43 إصابة وعملية فَقْد حياة واحدة سنويًّا. ويُعزى هذا التأثير ليس فقط إلى انخفاض أعداد الغزلان، بل إلى التغيرات السلوكية التي تظهرها لتجنب المفترسين. لوحظت اتجاهات مماثلة في كيبيك، حيث منعت الذئابُ الغزلانَ والأيائلَ والموظ من الاقتراب من الطرق.
وتاريخ الذئاب الرمادية في أمريكا الشمالية معقد. فقد كانت تُحترم من قبل الأمريكيين الأصليين، لكنها تعرضت للقتل المنهجي من قبل المستوطنين الأوروبيين بسبب تهديدها للماشية. وبحلول سبعينيات القرن الماضي، لم يتبق سوى بضع مئات من الذئاب الرمادية في مينيسوتا وسكان قليلون في ميشيغان. ساعدت التشريعات الواقية مثل قانون الأنواع المهددة بالانقراض لعام 1973 على إعادة تكاثرها تدريجيًّا.
ورغم تعافيها، تظل الذئاب مثيرة للجدل. فالصيادون والمزارعون ومالكو الأراضي غالبًا ما يرونها تهديدًا للماشية أو منافسًا للغزلان. وقد اقترح بعض السياسيين تقليص حماية الذئاب بحجة أن أعدادها قد تعافت. ويحذر المدافعون عن البيئة من أن الصيد وفقدان المواطن قد يهددان الجيل القادم من الذئاب.
وفي النهاية، تؤكد نتائج الدراسة أن الذئاب الرمادية، بعيدًا عن كونها مجرد حيوانات خطيرة، تسهم في نظم بيئية أكثر صحة وطرق أكثر أمانًا؛ ما يبرز أهمية حمايتها.
