فيما يمكن وصفه بـ"انتفاضة قانونية" اتسمت بالقوة والطابع المفاجئ، توالت خلال الساعات الأخيرة البلاغات المقدّمة من 32 محاميًا إلى السلطات الأمنية المصرية ضد عدد كبير من "البلوغرز" والمؤثرين الذين ينشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتنوّعت الاتهامات المقدَّمة من المحامين في بلاغاتهم ضد صنّاع المحتوى بين "التعدّي على القيم المجتمعية، وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، والتأثير السلبي على النشء، والتربّح من الخارج، والاتجار بالبشر".
وشملت الاتهامات كذلك "تقديم محتوى مُخلّ، وتشويه صورة المرأة المصرية، وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن استخدام ألفاظ خادشة للحياء".
وجاء على رأس المشكو في حقهم عدد من مشاهير عالم "التيك توك" في مصر، سواء كانوا شخصيات معروفة أو مجهولين يديرون حسابات شهيرة، ومنهم البلوجر هبة أرملة اللاعب إبراهيم شيكا، وسوزي الأردنية، وليلي الشبح صاحبة حساب "منار ميك أب"، ومداهم صاحبة صفحة "قمر الوكالة"، و"سلمى الرحالة".
وطالب مقدمو البلاغات بفتح تحقيقات موسعة في مصادر دخل عدد من "البلوغرز" المعروفات، متسائلين عن طبيعة أنشطتهن ومطابقة ما يُنشر عبر حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي مع ما يتم التصريح به رسميًا.
واتهمت بعض البلاغات صانعات المحتوى بـ"الترويج لأنماط حياة لا تتماشى مع القيم الأسرية والمعايير الأخلاقية في المجتمع المصري"، معتبرين أن بعض المقاطع المنشورة تعد "تحريضًا على الانحلال الأخلاقي" و"تفتقر لأي مضمون تربوي أو اجتماعي هادف".
وتعكف أجهزة الأمن حاليًا على فحص مضمون هذه البلاغات، والتحقق من هوية "البلوغرز" المذكورات فيها، ومتابعة المحتوى المنشور عبر حساباتهن المختلفة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية حال ثبوت أي مخالفات.
وكانت السلطات الأمنية المصرية قد أعلنت، أمس الجمعة، إلقاء القبض على اثنتين من البلوغرز في البلاد، وهما "أم مكة" و"أم سجدة"، وذلك بعد أيام من القبض على البلوجر الأخرى مروة يسري صاحبة لقب "بنت الرئيس مبارك".
ويأتي ذلك على خلفية الجدل المثار في البلاد، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص، حول مزاعم واتهامات موجهة لفنانة معروفة وبلوغرز ومشاهير، بالتورط في الاتجار بالأعضاء وجرائم قتل، والتي تحولت إلى قضية رأي عام.
