أعلن في تونس، السبت، رحيل الفنان التشكيلي المعروف حمادي بن سعيد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة إبداعية امتدت لأكثر من 4 عقود.
ونعت وزارة الشؤون الثقافية واتحاد الفنانين التشكيليين في تونس، حمادي بن سعيد الذي وصفته بأنه أحد أعلام الفن التشكيلي.
وقالت الوزارة، في بيان النعي، إن مسيرة الفنان الراحل انطلقت منذ سنة 1975، وامتدت على مدى عقود من العطاء المتميّز والإبداع المتجدّد.
وأضافت: "في هذا المصاب الجلل، تتقدّم وزارة الشؤون الثقافية بأحرّ عبارات التعازي وأصدق مشاعر المواساة إلى عائلة الفقيد وأحبّائه وزملائه من الفنانين والمثقفين، راجية من الله العلي القدير أن يتغمّده بواسع رحمته ويسكنه فراديس جنانه، وأن يُلهم أهله وذويه جميل الصبر والسلوان".
وُلد الراحل سنة 1948 بالعاصمة تونس، وكان عصامي التكوين؛ إذ بدأ حياته المهنية في سلك التعليم قبل أن يتفرغ للعمل الثقافي، واضعًا نصب عينيه أهمية التربية الجمالية في بناء شخصية الفرد.
وكرّس جهوده لتنشيط نوادي الفنون التشكيلية الموجهة للأطفال، إيمانًا منه بدور الفن في صقل الذوق وتوسيع المدارك منذ سنّ مبكرة.
تميّزت مسيرته بتجربة فنية دولية غنية، إذ قضى 3 سنوات في "مدينة الفنون" بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث انفتح على تيارات وأساليب فنية عالمية ساهمت في تعميق رؤاه التعبيرية وتعزيز تجربته التشكيلية، مما جعله يُصنّف ضمن أبرز الأسماء في المشهد التشكيلي التونسي المعاصر.
وشارك الراحل في معارض جماعية كبرى، من أبرزها مشاركاته ضمن مدرسة تونس للفنون التشكيلية، إلى جانب تنظيمه معارض شخصية داخل البلاد وخارجها، شملت دولاً مثل فرنسا، وإيطاليا، وسويسرا، والدنمارك.
واعتبر عدد من نقاد الفن التشكيلي أن أعمال حمادي تمثل منجزًا بارزًا في تاريخ الريشة التونسية المعاصرة، لما تنطوي عليه من عمق تعبيري وأصالة فنية، تجعلها جديرة بأن تحتل مكانة مرموقة في أروقة المتاحف الكبرى.