اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
بملامح حادة وصوت هادىء قادر على تجميد الدم في العروق، تقف في بهو القصر أو شرفة الفيلا وهى تعطي أوامرها التي تفرق بين عاشقين أو تدهس كرامة الشرفاء أو تتآمر على سعادة أبنائها، بدعوى الحرص على مصلحتهم.
تلك هي علوية جميل، "أيقونة أدوار الشر" في السينما المصرية، التي أبدعت في أفلام عديدة ولم تكن "النجمة الأولى" أو "البطلة المطلقة" فيها، لكنها استطاعت أن تترك بصمة لا تمحى وذكريات عاشت في وجدان أجيال عشقت أفلام الأبيض والأسود في عصرها الذهبي.
تألقت علوية، التي يصادف اليوم 16 أغسطس ذكرى رحيلها عام 1994، في شخصية المرأة القوية المتسلطة التي لا تأبه بالمشاعر أو التوسلات، وامتلكت حضورا طاغيا على الشاشة رغم أنها لم تراهن على الإغراء أو الأنوثة، وكانت حركتها بطئية نوعا ما بسبب طبيعة تكوينها الجسماني.
تنحدر من أصول لبنانية واسمها الحقيقي "إليا صابات خليل مجدلاني"، لكن يوسف بك وهبي، عميد المسرح العربي، هو من اختار لها اسمها الفني حين اكتشف موهبتها وقدمها للوسط الفني بعد أن التحقت بفرقته المسرحية "رمسيس".
ولدت في 15 ديسمبر عام 1910 بقرية "طماى الزهايرة" بمحافظة الدقهلية، نفس قرية كوكب الشرق أم كلثوم، ثم انتقلت أسرتها إلى الإسكندرية، حيث التحقت بـ"مدرسة الراهبات"، وتفتح وعيها على تمثيل الرواد في الفن المصري مثل على الكسار، نجيب الريحاني، جورج أبيض، منيرة المهدية.
تزوجت للمرة الأولى عام 1923، فقد أنجبت 3 أبناء، ثم تزوجت للمرة الثانية 1939 بالفنان محمود المليجي، الملقب بـ"شرير السينما"، في حدث نادر أطلقت عليه الصحافة آنذاك "قمة الشر" و"زواج أشهر الأشرار".
ورغم أن تلك الزيجة استمرت 30 عام، فإنها لم تخل من بعض العواصف التي كادت أن تودي بها ومنها زواج المليجي عليها سرا، إلا أنها اكتشف الأمر وفاجأته قائلة بنفس نبرتها الهادئة المخيفة: "أصلح غلطتك ولا تعود إلا ومعك قسيمة الطلاق".
هذا ما رواه المليجي، مؤكدا أنها لم تعطه أي فرصة للإنكار أو المراوغة، فلم يملك إلا أن يستجيب لرغبتها لتصبح الأزمة مجرد "هفوة عابرة لم تدم طويلا"، على حد تعبيره.
في ذروة شهرتها، اعتزلت العمل الفني عام 1967 بعد أن قدمت عددا من عيون السينما التي من أبرزها "انتصار الشباب"، "يوم سعيد"، "نداء الدم"، "ليلى بنت الأغنياء"، "أحلام الحب"، "الملاك الأبيض"، "الأم القاتلة"، "معجزة السماء"، "الحبيب المجهول".