افتتح العرض الفني المسرحي "رحلة الأجيال" الدورة 42 من مهرجان بنزرت الدولي التونسي حيث جمع بين الإبهار اللافت في توظيف العناصر البصرية المختلفة وبين الحس الإنساني عبر التواصل بين مختلف الأجيال من الفنانين التونسيين الذي يجمع بينهم الانحياز للحق والخير والجمال، بحسب مضمون العرض.
ويتجسد هذا المعنى من خلال التركيز في بداية العمل على اثنين من فناني المسرح هما دينوري القفصي البالغ من العمر 84 عامًا، أحد رواد فن "المالوف" والثاني رامي الكافي البالغ من العمر 19 عامًا، أحدث نجوم فن الإنشاد.
ومزج العرض بين الأصالة والمعاصرة من خلال استعراض تاريخ بنزرت عبر تجسيد مرئي على الشاشة الكبرى لمسرح الهواء الطلق ببنزرت، مرفق بصوت راوٍ يقول: "في يوم من الأيام، كانت بنزرت سنة 1950"، ثم تتوالى مشاهد للمدينة في تلك الحقبة، قبل أن يدخل طفل صغير إلى خشبة المسرح، فيُقاطعه رجل مسنّ مطالبا إياه بمغادرة المكان لأنه ليس للعب، فيسود الظلام للحظات قبل أن يغمر الضوء المسرح، في مشهد رمزي عن الزمن والذاكرة.
وعبرت كلمات تقديم الحفل عن تلك الأفكار والتي ألقتها مقدمة المهرجان قائلة: "الليلة لسنا أمام سهرة تقليدية، بل نعيش حلمًا وُلد في أحياء بنزرت، حلم أطفال صغار كانوا يجلسون يومًا في مدارج مسرح الهواء الطلق، ويحلمون باعتلاء خشبته، وها هو الحلم اليوم يتحقّق".
ومن أبرز النجوم المشاركين في الدورة الجديدة لطفي بوشناق، ووائل جسار، عبد الرحمن الشامي، مغني الراب التونسي محمد الصالح "بلطي"، هذا إلى جانب العرض الجماهيري الكبير "الزيارة" لسامي اللجمي.
ولا تقتصر فعاليات الدورة الـ 42 على الموسيقى، حيث يحضر المسرح من خلال عروض لافتة مثل "للاهم" لكوثر الباردي وريم الزريبي، "شيخة" لفوزي بن قمرة وسفيان الداهش ومنذر بن عمار، "بيق بوسة" لوجيهة الجندوبي.