ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
أثارت قلة مشاركات الأفلام المصرية في مسابقات المهرجانات الفنية العديدة التي تُقام في مصر على مدار السنوات الأخيرة، حالة من التساؤلات الجماهيرية.
ولعل الدورة التاسعة من مهرجان "أسوان لأفلام المرأة" المقام حاليًا في محافظة أسوان في جنوب مصر، في الفترة من 2 إلى 7 مايو الجاري، أبرز مثال حي يُفسر ندرة حضور الأفلام المصرية في المحافل السينمائية في مصر.
وشهدت الدورة مشاركة يتيمة لفيلم مصري وحيد في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو "ولا عزاء للسيدات"، ما جدد الجدل حول الأزمة القائمة مُنذ سنوات حول استفادة الأفلام الأجنبية من الحضور في المحافل السينمائية المصرية على حساب الأفلام المحلية.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، سجل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45 في نوفمبر في عام 2024 الماضي، ثلاث مشاركات فقط لأفلام روائية طويلة، هم، "خلي الربيع يضحك"، و "زعبل 89"، و "مين يصدق"، فيما لم يسجل مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض المتوسط، في دورته الـ 40 في أكتوبر من العام الماضي، أي حضور للأفلام المصرية في مسابقاته.
وفق نقاد وصحفيين مصريين متخصصين في الكتابة عن السينما، جرى عرض 43 فيلمًا سينمائيًا بدور العرض السينمائية المصرية في عام 2024 الماضي، فيما لم تسجل الأفلام المصرية حضورها في المحافل السينمائية المصرية في العام الماضي، سوى نحو 5 أفلام سينمائية فقط.
يناقش "إرم نيوز" نقادًا مصريين متخصصين في السينما بشأن أسباب ندرة وغياب مشاركات الأفلام المصرية في المهرجانات والمحافل السينمائية المصرية في السنوات الأخيرة، وسط تساؤلات عن الجهة المسؤولة وراء هذا الغياب المُثير للجدل، في حين أن المهرجانات السينمائية في أي بلد حول العالم، تُقام في الأساس على مشاركات أفلام بلادها في مسابقاتها المختلفة.
علقت الناقدة عزة هيكل، أستاذ الأدب المقارن، على ندرة مشاركات الأفلام المصرية في مسابقات المهرجانات السينمائية في مصر، وقالت في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" إن الأمر برمته يُشبه تقديم مهرجان لكل مواطن؛ بسبب زيادة الأعداد دون حضور الأفلام المصرية، لافتة النظر إلى أن المهرجانات السينمائية المصرية لا تُعبر عن الأيديولوجيات الخاصة بها، في ظل غياب الإنتاج السينمائي في مصر، من وجهة نظرها.
تابعت القول: "ليس لدينا إنتاج سينمائي تنافسي في مصر على المشاركة في المحافل المحلية أو الدولية، بشكل يجمع بين المضمون التجاري والمناسب للعرض في المهرجانات السينمائية، الأمر قائم على السبوبة في المقام الأول".
وأوضحت قائلة إن المهرجانات السينمائية المصرية تعاني أزمات كبيرة في الميزانيات الخاصة بها، مشيرة إلى أنها تعتمد في تمويلها على جزء من وزارة الثقافة المصرية، والثاني من مؤسسات راعية لهذه المهرجانات، هذا وترى أن جميع المهرجانات المصرية محلية وليست دولية، على حد تعبيرها.
ووجهت أستاذ الأدب المقارن انتقادها للمسؤولين عن كثرة أعداد المهرجانات السينمائية المصرية، في ظل غياب حالة التنافسية بين الأفلام ذات المضمون الذي يتناسب مع طبيعة المحافل الدولية، موضحة أن السينما في أمريكا والدول الأوروبية تُقدم أعمالًا تتناسب مع طبيعة المهرجانات السينمائية العريقة في موطنها، ما يساهم في تحسين الصناعة على صعيدي الإنتاج والمحافل السينمائية في آن واحد.
أضافت قائلة: "لا يستفيد من المهرجانات السينمائية في مصر إلا القائمون عليها، ما عدا مهرجان الجونة السينمائي، المعلن قبل انطلاقه، أن هدفه الأول الترويج للسياحة في المدينة الساحلية".
وشددت على ضرورة أن يكون الفن قائمًا على المتعة والرسالة في الوقت نفسه، كما حملت الناقدة عزة هيكل وزارة الثقافة المصرية وغرفة صناعة السينما، مسؤولية زيادة أعداد المهرجانات السينمائية في مصر، دون تحقيق الإفادة لصناعة السينما المصرية بأي شكل من الأشكال، فيما طالبت الأجهزة المختصة في مصر بالتدخل لمناقشة وزارة الثقافة في مسألة أسباب زيادة أعداد المهرجانات المصرية، والهدف المرجو منها، على حد تعبيرها.
أما الناقد الفني طارق الشناوي، قال في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن المهرجانات السينمائية المقامة في كل دول العالم، تهدف لتدعيم سينما البلد المقام فيها المحافل السينمائية الدولية، ضاربًا المثال بمهرجان "كان" السينمائي الدولي في فرنسا، بتسجيل حضور الأفلام الفرنسية، مشاركات في المهرجان العريق بنسبة 30% في مسابقات المهرجان المختلفة، كنوع من أنواع الدعم السينمائي الوطني، على حد قوله.
وأكد الشناوي بشكل قاطع على وجود مشكلات عدة في الإنتاج السينمائي المصري، لافتًا النظر إلى أن الأفلام المصرية المهمة التي تُشارك في محافل سينمائية دولية، إما تعاني أزمات مع الرقابة على المصنفات الفنية أو مقدمة بإنتاجات مشتركة.
واستدل الشناوي بتجربة فيلم "ريش" الذي شارك في مهرجان "كان" السينمائي الدولي في عام 2021، وفاز بجائزة أسبوع النقاد في الدورة الرابعة والسبعين، قائلًا إنه عُرض في الخارج؛ بسبب معاناته أزمات رقابية، مشيرًا إلى أنه لم يُعرض في مصر عقب فوزه بالجائزة؛ بسبب الاعتراض الرقابي على الفيلم.