عودة "الست أمينة".. كيف أعاد تيك توك إحياء الزوجة التقليدية؟

ظل نموذج "الست أمينة" موضع سخرية وانتقادات لسنوات طويلة منذ ظهوره في الخمسينيات من القرن الماضي عبر الثلاثية الروائية الشهيرة لنجيب محفوظ " قصر الشوق"، "بين القصرين"، "السكرية" والتي تحولت إلى أفلام سينمائية لاحقا في عقدي الستينيات والسبعينيات.

ويجسد هذا النموذج شخصية الزوجة التقليدية التي تتفانى في خدمة زوجها وأولادها، وتأتي أعمال البيت الروتينية في صدرارة اهتماماتها، وهو ما أثار حفيظة ناشطات الحركة النسوية في العالم العربي وجعلهن يعتبرنها مثالا حيا على "استعباد المرأة في المجتمعات الشرقية"، وفق قولهن. 

المفاجأة أن تيارا قويا و"مضادا" ظهر على تطبيق "تيك توك" يمجد في كل المعاني والأفكار والقيم التي تجسدها شخصية "الست أمينة" وهو ما اصطُلح على تسميته بعبارة مختلفة باللغة الإنجليزية هي"Trad Wife" ، اختصارا لـ "Traditional Wife"، أي الزوجة التقليدية. 

لم يظهر هذا التيار أو "الترند" فجأة، وإنما تبلور عبر شهور عديدة، حتى وصل إلى ذروته مؤخرا، لاسيما حين دخلت على الخط مؤثرات يحظين بأعداد مليونية من المتابعين مثل "نارا سميث" ذات الـ 24 عاما والـ 12 مليون متابع، وكذلك "هانا نيلمان" ذات الـ 35 عاما والـ 11 مليون متابع والتي أنجبت 8 أبناء.

وتظهر مثل هذه المؤثرات في مقاطع فيديو تحقق أعلى المشاهدات وهن يحملن أطفالهن على أكتافهن ويطهين الطعام ويرتبن المنزل وينسقن  الورود وغيرها من الأنشطة التي طالما كان ينظر إليها باعتبارها "روتينا منزليا سخيفا" يناسب فقط الزوجات التقليديات.

ويؤكد هؤلاء أن "الطابع التقليدي للزوجة المعاصرة لا يتناقض مع الجمال أو الأنوثة أو رجاحة العقل أو قوة الشخصية"، ويحرصن على الظهور بمظهر لافت، بل ومبهر، يثبت تلك الفكرة عمليا. 

ويرى الباحثون في علم النفس  والاجتماع، فضلا عن خبراء العلاقات بين الجنسين،  أن "وباء كورونا وما رافقه من حظر وجلوس أيام طويلة بشكل إجباري في المنازل أيقظ رغبة دفينة لدى بعض الزوجات في استعادة الأدوار التقليدية التي ميزت الحياة العائلية قبل قرون عديدة". 

ويوضحون  أن "الزوجة التقليدية لم تتحول بعد إلى حركة اجتماعية نسائية مؤثرة، لكنها من المرجح أن تصبح كذلك في المستقبل القريب لاسيما في ظل ما توفره تطبيقات التواصل الاجتماعي من سرعة في نشر الأفكار الجديدة".