بسبب غرابة اسمه والقصة الواقعية الأكثر غرابة المأخوذة عنها، خطف الفيلم المصري "شكوى رقم 713317" الأنظار بقوة ضمن فاعليات الدورة الحالية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، التي تختتم فعالياتها اليوم، بمجرد عرضه ضمن مسابقة "آفاق عربية".
يرصد العمل بذكاء ورهافة قضية العلاقة الزوجية التي تآكلت على مر السنين وأصابتها الهشاشة ولم يعد ينقصها غير موقف عابر بسيط ليكشف عن الحقيقة المرة، وهي أنه لم يعد أي من الزوجين يمتلك رصيدا في قلب أو عقل الطرف الآخر.
وتنطلق الحبكة الدرامية من حدث روتيني يتمثل في عطل يصيب أحد الأجهزة المنزلية وهي الثلاجة، على نحو يتطلب استدعاء خدمة الصيانة لدى الشركة المصنعة وقدوم أحد الفنيين للمنزل لإصلاح هذا الجهاز الذي لا يمكن الاستغناء عنه وقتا طويلا.
تفجر تلك الحادثة الصغيرة المصحوبة بانقطاع التيار الكهربائي سلسلة أزمات بين الزوجين، كما تبرز حجم المتناقضات بينهما وكيف أن كلًّا منهما يحمل "غضبا تاريخيا" تجاه الآخر ولم يعد يستطيع الصبر عليه، علما بأن كليهما تجاوز الستين من العمر.
الطريف أن مخرج العمل ياسر شفيعي مرّ بموقف حقيقي استلهم منه عنوان الفيلم وقصته، فقد تعطلت ثلاجته واضطر للتعامل مع موظفة خدمات الصيانة تليفونيا في مكالمة طويلة مرهقة، انتهت بأن حفظت شكواه بعد أن أخبرته أنها تحمل رقم 713317.
واللافت أن الفيلم، الذي يؤدي بطولته محمود حميدة ومحمد رضوان وهنا شيحا، هو التجربة الروائية الطويلة الأولى لشفيعي الذي حقق نجاحات في مجال السينما الروائية القصيرة، كما سبق له المشاركة في دورات سابقة من مهرجان القاهرة السينمائي.
ولا تبدو العناوين الغريبة المدهشة جديدة على عالم ياسر شفيعي، فقد سبق له تقديم فيلمي "الراجل اللي بلع راديو" و"التدريبات القصوى لتحسين الأداء".
