تكوينات صخرية بديعة وتشكيلات من الرمال تتفرد بجمال أخاذ، لا سيما وقت الغروب أو عند إلقاء نظرة بعين الطائر من على ارتفاع شاهق، تُعرف بأسماء عديدة أبرزها "عروس الجبال" و"بوابة التاريخ"، لكن المؤكد أنها أحد أبرز مواقع التراث والثقافة في الجزيرة العربية قاطبة.
تقع العلا شمال غرب السعودية وقد نالت شهرة واسعة في أزمنة بعيدة، كونها مركز حضاري إستراتيجي يقع على الطريق الرئيسي للتجارة، الذي يربط شبه جزيرة العرب ببلاد الشام ومصر والعراق.
تنتصب الجبال العملاقة من حولها كأنها حارس شخصي أبى إلا أن يحيطها بوسائل الأمان والحماية، أما نخيلها وتمورها فتجعل منها واحة استثنائية في فنون الزراعة والحرف اليدوية ويقال إن سبب تسميتها بـ "العلا" يعود إلى احتوائها على عينين شهيرتين من عيون الماء هما "المعلق وتدعل".
ترصد منظمة "اليونسكو" عبر رمالها وجبالها آثاراً وحفريات تمتد إلى 200 ألف عام مضت، بداية من العصر الحجري مرورا بالعصر الروماني وحتى الحقبة العثمانية.
وتعد "المقابر الملكية" في العلا بمثابة "درة التاج" في آثار المدينة ودليلها الأكبر على عظمة تراثها المجيد، فقد بُنيت في "الحجر" أو ما تعرف بـ "مدائن صالح". وقد حفرها الأنباط في الصخور قبل ألفي عام، وهم أنفسهم الذين شيدوا مدينة البتراء في الأردن قبل ظهور الإسلام.
تستهدف خطط التنمية في السعودية تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية تمزج بين عبق الماضي وإبداعات الحداثة، كما يتجلى في مهرجان "شتاء طنطورة" وغيره من المهرجانات، إذ من المخطط أن تستقطب العلا مليون زائر سنويا على الأقل من داخل وخارج المملكة، ليستمتعوا بأنشطتها الترفيهية البديعة مثل رحلات السفاري وتسلق الجبال وجلسات التصوير في مجسم المرايا بوادي عشتار، فضلا عن المنطادات الهوائية والصخور الراقصة، وكذلك الاستمتاع بمشاهدة النجوم ليلا في أجواء ساحرة.
