بدأت في جامعة لوزان بسويسرا فعاليات المؤتمر الدولي الثاني حول مدينة تدمر الأثرية، الذي ينظمه مركز التراث العالمي في منظمة اليونسكو، وصندوق ALIPH والمديرية العامة للآثار والمتاحف بسوريا.
ويستمر المؤتمر مدة يومين، يناقش المختصون خلالهما سبل تعزيز التعاون الدولي والتخطيط المشترك لدعم إبقاء موقع تدمر الأثري في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، تبعاً لما أعلنته مديرية الآثار السورية.
وتقول مديرية الآثار إن المؤتمر يشهد حضوراً لافتًا من الأكاديميين والخبراء الآثاريين، من الجامعات والمؤسسات البحثية الدولية التي سبق لها العمل في موقع تدمر الأثري، ما يثري النقاشات ويفتح آفاقًا جديدة للشراكة.
وأشارت مديرية الآثار السورية، عبر صفحتها في فيسبوك، إلى أن مشاركتها في المؤتمر ركزت على عرض الاحتياجات الأساسية للموقع، وأكدت أن الاحتياجات تتجاوز الترميم إلى استعادة السلامة الأثرية الكاملة لتدمر، مع تكريم مكانتها كرمز لا غنى عنه للهوية السورية، ومثال على الصمود الثقافي والتعافي الوطني.
وتقع مدينة تدمر الأثرية في البادية السورية، وتتبع محافظة حمص، ويعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، وتشتهر بالكثير من الأوابد الأثرية التي تم تدميرها خلال الحرب السورية، حيث تصاعدت النداءات الدولية لإنقاذ المدينة وإعادة ترميمها، نظراً لمكانتها في قائمة التراث العالمي التي تتبناها اليونسكو.
واشتهرت الملكة زنوبيا كأبرز القادة الذين تمردوا على الإمبراطورية الرومانية، بهدف تأسيس مملكة تدمر المستقلة، ما أثار غضب الإمبراطور الروماني أوريليان، فحشدَ جيشاً ودمَّر المدينة عام 273م، ثم أعيد بناؤها ثانية.
وخلال الحرب السورية، سيطر تنظيم "داعش" على مدينة تدمر الأثرية عام 2015، ودمر الكثير من أوابدها، كما قام بإعدام عالم الآثار خالد الأسعد داخل المدينة، ما أثار استياء منظمات التراث العالمي والأكاديميات الدولية والجامعات.
وتبعاً لمديرية المتاحف والآثار السورية، فمن المنتظر أن تحصل تدمر على دعم دولي لا يقتصر على ترميم الآثار المدمرة، بل يعمل على إعادة بريقها الثقافي ومكانتها كمحطة مهمة في التاريخ.