زيلينسكي: مباحثات "غير سهلة" ولكن "مثمرة" مع الأمريكيين في برلين
اندلعت معركة شرسة للسيطرة على شركة "وارنر براذرز"، أحد أعرق استوديوهات هوليوود؛ ما أثار مخاوف عميقة داخل صناعة الترفيه من أن تجربة مشاهدة الأفلام على الشاشة الكبيرة قد تتجه نحو الزوال. وتتمحور هذه الأزمة حول عرض بقيمة 83 مليار دولار قدّمه الرئيس التنفيذي المشارك لشركة نتفليكس، تيد ساراندوس، لشراء معظم أصول "وارنر براذرز"، وهو عرض وافقت عليه الشركة بانتظار موافقة الحكومة الأميركية. ويرى منتقدو الصفقة أن نموذج نتفليكس القائم على البث المباشر يهدد مستقبل السينما التقليدية.
ويصوّر معارضو الصفقة الصراع على أنه مواجهة بين "هوليوود القديمة"، التي تقدّر تجربة المشاهدة الجماعية في دور السينما، وبين منطق شركات وادي السيليكون القائم على الخوارزميات وخفض التكاليف والمشاهدة المنزلية. وقد عبّر ساراندوس علناً عن رأيه بأن دور السينما باتت قديمة، مستنداً إلى تراجع إيرادات شباك التذاكر كدليل على تفضيل الجمهور المشاهدة في المنازل. ويخشى المنتقدون أنه إذا سيطرت نتفليكس على "وارنر براذرز"، فإن هذا التوجه سيصبح دائماً ولا رجعة فيه.
ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تزداد خطورة الصفقة بسبب الإرث الضخم لـ"وارنر براذرز"، التي أنتجت أعمالاً خالدة مثل كازابلانكا والمواطن كين، وصولاً إلى سلاسل حديثة مثل هاري بوتر والجوكر وفريندز. كما تشمل الصفقة شبكة HBO، صانعة مسلسلات شهيرة مثل عائلة سوبرانو وصراع العروش. ومع امتلاك نتفليكس أكثر من 300 مليون مشترك، فإن إضافة مشتركي HBO قد تجعلها قوة شبه لا تُقهر في عالم البث.
وقد عبّر عدد كبير من نجوم وصنّاع هوليوود عن قلقهم، من بينهم المخرج جيمس كاميرون الذي انتقد سياسة نتفليكس في العروض السينمائية المحدودة لأفلامها. ووصفت الممثلة جين فوندا الصفقة بأنها "كارثية"، محذّرة من احتكار يهدد التنوع الإبداعي ويشجع على استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام. كما دعت نقابات الكتّاب وأصحاب دور السينما في الولايات المتحدة وبريطانيا إلى عرقلة الصفقة.
وفي المقابل، ظهرت آمال لدى أنصار السينما بعد تقديم عرض منافس من "باراماونت سكاي دانس"، رغم الجدل الذي يحيط به. وبينما غيّر البث المباشر عادات المشاهدة، فإن نجاح أفلام ضخمة حديثة يؤكد، في نظر كثيرين، أن تجربة السينما الجماعية لا تزال حية، وأن هذه الصفقة قد تحدد مصيرها النهائي.