تنطلق الفكرة الأساسية في الفيلم المصري "الضيف رقم 11" من أن الفساد المجتمعي ربما يكون أكثر انتشارا مما نظن، بل ربما نكون نحن أول من نشارك في إنتاجه دون أن نعي.
ويضرب صناع العمل مثالا عمليا حين نتورط في الكذب تحت مبررات واهية، أو ننحاز في العمل والحياة للبعض فنمنحهم ما لا يستحقون لمجرد الارتياح الشخصي، فيما نبخس البعض الآخر حقوقهم لمجرد النفور الذي لا نجد له تفسيرا.

تلك الرؤية الفلسفية تم طرحها من خلال حبكة درامية تقوم على الإثارة والتشويق، من خلال شخص مجهول الهوية يرتدي قناعا ليخفي وجهه يقدم على اختطاف 10 شخصيات ويحتجزها في مكان ناء وعلى نحو محكم يصعب الوصول إليه.
يخبر الخاطف ضحاياه بأنه سوف يقتل ضحية منهم كل 10 دقائق، ما لم يسارعوا بالكشف عن الرابط الذي يجمع بينهم، لا سيما أن كثيرًا منهم من أصحاب المناصب الكبرى والأسماء الرنانة والنفوذ القوي في المجتمع.
تحت الضغوط المتنوعة، يجد المختطفون أنفسهم مجبرين على سرد وقائع غريبة واعترافات مثيرة جعلتهم يرتكبون أشكالا عديدة من الفساد، في مفارقات مدهشة تدعو للتأمل وأخذ العظة والاعتبار.
ويراهن صناع العمل، لاسيما المخرج خالد مهران والمؤلفة إنعام المدني وكاتبي السيناريو والحوار وسام المدني وأشرف عجوز، على حيوية الوجوه الشابة في مغامرة سينمائية عنوانها العريض الابتعاد عن الإسفاف أو الطابع التجاري.
ويقدم الفيلم طاقم تمثيل من الفنانين الجدد بالكامل، دون اسم واحد من النجوم أصحاب الجذب الجماهيري أو التأثير في شباك التذاكر، لكن أداءهم على الشاشة بدا مفعما بالموهبة ومعايشة الشخصيات مثل شريف حافظ، نيجار محمد، ريهام أبو بكر، محمد الغربية، منة المصري، علاء الموزيني، إيمان صبحي.
عُرض الفيلم للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان الغردقة لسينما الشباب في دورته الثالثة التي انتهت فعالياتها مساء أمس الاثنين، والتي فاز فيها الفيلم الروسي "ساعي البريد"، إخراج أندريه رازنكوف، بجائزة "أفضل فيلم ".