كشفت نتائج حديثة من التحقيقات في حريق فندق سياحي مروع في تركيا، وقع في يناير الماضي وخلف 78 قتيلاً، عن فيديو صادم لموظفين وعمال ينشغلون بإخراج سياراتهم بدلاً من تنبيه النزلاء النائمين.
وأظهر مقطع فيديو يوثق نحو ساعة كاملة من فجر يوم الحادثة المروعة، موظفين وعاملين في فندق "غراند كارتال" وهم في موقف سيارات الفندق بعد أن اندلع الحريق في مطعم بأحد الطوابق السفلية.
ويوثق الفيديو الذي نشرته وسائل إعلام تركية، وقتاً طويلاً تواجد فيه عمال وموظفو المطعم دون أن يبادروا لأي عمل قد يساعد في إطفاء الحريق أو إيقاظ النزلاء النائمين في الفندق المكتظ.
وأثار الفيديو غضباً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي تجاه الموظفين والعمال، لا سيما أن أجهزة إنذار الحريق لم تعمل يوم الحادثة، ما ترك نزلاء الفندق نائمين لا يعلمون باندلاع الحريق الذي استمر لساعات طويلة.
وفي جزء من تلك اللحظات، عندما يصل الدخان، إلى موقف السيارات، يركب عدد من الموظفين سياراتهم المتوقفة، ويغادرون المبنى قبل احتراقه بالكامل.
ولكن الصدمة الأخرى هي تقرير الخبراء في الحريق، والذي كشف أن سلوك أصحاب السيارات ذاك كان جزءًا من الكارثة أيضاً، لكونهم فتحوا باب موقف السيارات الذي تسبب بدخول الهواء من الطابق السفلي إلى الفندق وأدّى لانتشار الحريق.
ووقعت الحادثة بالتزامن مع اكتظاظ طوابق الفندق الـ 12، بالنزلاء مع بداية عطلة منتصف العام الدراسي في البلاد، وقد جاؤوا لقضاء الوقت في منتج "كارتال كايا" للتزلج على الثلج في ولاية "بولو".
وظلت فرق الإطفاء التي واجهت صعوبة في الوصول للمنطقة الجبلية الوعرة والمحاطة بالثلوج، تعمل لنحو 10 ساعات حتى السيطرة الكاملة على حريق الفندق الذي مات فيه كثير من الأطفال بصحبة والديهم.
وهزت الحادثة البلاد يومها، وأعلنت تركيا الحداد الوطني، حيث نُكست الأعلام في جميع أنحاء البلاد والسفارات التركية في الخارج.
وبدأت السلطات بعد إخماد الحريق، تحقيقات موسعة طالت 41 شخصاً، قبل توقيف 28 منهم، ومن ثم إبقاء 19 منهم محتجزين، وبينهم ملاك ومديرون في الفندق ومسؤولون حكوميون في الإطفاء.