نجح الإعلامي والمخرج السوري بشار الضللي، بتنظيم مهرجان لافت للأفلام الإذاعية، واستقطاب عشاق الصوت من دول عربية لتقديم أعمالهم الفنية، في الوقت الذي تشهد فيه الإذاعة تحديات ومنافسة شديدة من الوسائط الرقمية.
ونظّم الضللي، المنحدر من محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، مهرجان "الأذن ترى للأفلام الإذاعية"، الذي انطلق منذ شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تحت شعار "لأن الصوت يمكن أن يصنع صورة".
وشارك في المهرجان 18 فيلماً إذاعياً من مختلف البلدان العربية، منها مصر وتونس والمغرب والجزائر والسودان إضافة إلى سوريا.

وتنوعت عناوين ومواضيع الأفلام المشاركة في المهرجان الذي اشترط منظمه ألا تتجاوز مدة الفيلم الإذاعي المشارك 15 دقيقة.
وشاركت لجنة فنية مكونة من أربعة أعضاء من سوريا واليمن، برئاسة الضللي بتقييم الأعمال المقدمة، واختيار الأفلام الفائزة في المهرجان الافتراضي، الذي تقوم فكرته على المنافسة لتقديم العمل الفني المتكامل.
ومُنحت شهادات تكريم لأفضل فيلم وأفضل نص وأفضل أداء تمثيلي وأفضل هندسة صوتية، من خلال بث مباشر على منصة "يويتوب" قبل يومين.
وحاز فيلم "هذه غزة" على المركز الأول كأفضل فيلم إذاعي شارك في المهرجان، وأدى فيه الأدوار ممثلون من سوريا واليمن، وذهبت الجائزة للمخرجة اليمنية سلمى الدحيمي.
واحتل فيلم "ليلة باردة" للمخرج المصري سيد تاج المركز الثاني، وكان المركز الثالث من نصيب فلم "مئة عام من الفرقة" للمخرج المصري محمد إسماعيل راغب.
ويقول الضللي، وهو مخرج إذاعي ومدرّب تمثيل، "إن المهرجان الذي اختُتم بتوزيع شهادات التقدير، حقق نجاحاً على صعيدي المشاركات والنتائج، وإن المشاركة والإقبال فاقت توقعاته".
وأوضح الضللي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، "أن تنظيم المهرجان كان بمجهود شخصي منه لتكريم الفن الإذاعي الذي يحظى باهتمامه"، لافتاً "بأنه المهرجان الأول عالمياً الذي يختص بالأفلام الإذاعية".
وأضاف "بأنه كان ينوي أن يكون هذا المهرجان سنويا، إلا أن حجم الإقبال جعله يفكّر بإقامته مرتين في العام أو أكثر من ذلك".
ويشتكي الضللي من غياب الدعم لفن الإذاعة، ويأمل أن تلقى مبادرته هذه اهتماماً ويحظى برعاية أكبر في المستقبل، لاستقطاب مشاركات أكبر تساهم بتطوير هذا الفن وزيادة إنتاج أعمال إذاعية درامية.
وسبق أن أسس الضللي قبل نحو ثلاثة أعوام، مجموعة "الأذن ترى" للتمثيل الإذاعي، وهي مجموعة يدرّب فيها على الفن الإذاعي دون مقابل مادي، وقد خرّجت هذه المجموعة فنانين محترفين فتحت لهم أفقاً للعمل في الدوبلاج والتمثيل الإذاعي.
وللضللي مجموعة من الأفلام الإذاعية المنشورة عبر حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتنوع مواضيعها بين الثقافي والاجتماعي والترفيهي، فضلاً عن تأليفه وأدائه لقصائد شعرية.
ولا يزال للإذاعة التي كانت في فترة زمنية سابقة تحظى بجماهيرية واسعة تراجعت مع التطور التكنولوجي، محبون يحرصون على متابعتها رغم تعدد المنصات الرقمية التي باتت تجذب الجمهور بشكل أكبر لا سيما فئة الشباب.