حالة من الدهشة والتأمل تنتاب زوار معرض "قبعات الصباح.. أقنعة المساء" للفنان التشكيلي المصري هشام رحمة، نظرا لما يحتويه من أعمال تصوّر مخلوقات غرائبية تجمع بين البشر والكائنات الأخرى بأشكال جديدة لافتة للنظر.
يضم المعرض، المقام بغاليري "بيكاسو" في حي "الزمالك" بالقاهرة، 35 لوحة تتميز بالجمع بين الأبيض والأسود من ناحية والألوان من ناحية أخرى، عبر أفكار غير تقليدية وخطوط قوية تكسر المتعارف عليه أو التقليدي.

يجد زائر المعرض نفسه وجها لوجه أمام مهرة تضع قبعة المهرج فوق رأسها وقد استُبدلت رأس الخيل برأس الطيور، كما تبدو لوحة أخرى وهي تصور جسم سمكة لكنه يأتي برأس امرأة جميلة تنظر إلى العالم في توجس.

ويتكرر بأشكال مختلفة هذا "التداخل" بين الكائنات عبر لوحات المعرض الأخرى، وبينها عمل لافت لرجل يحمل في بطنه سيدة ترقب العالم بهدوء وطمأنينة وكأن الذكورة تحوّلت، على المستوى المعنوي العاطفي وليس الجسماني، إلى أنوثة تحمل حواء في أحشائها، باعتبار أن الأخيرة قد تريد عضلات الرجل حينا، لكنها تريد حنوه واحتواءه لها طوال الوقت.
ويشير عنوان المعرض غير التقليدي إلى مفردتين تبدوان للوهلة الأولى على طرفي نقيض، هما ضوء الصباح وسكون الليل، ولكن براعة الفنان تتجلى في قدرته على مزجهما معا بحيث يصبحان وجهين لعملة واحدة تتمثل في جمال الوجود واقتناص اللحظات الدافئة والمشبعة بالمعاني في حياتنا.
