رغم حسن النوايا التي ترافق بداية كل عام جديد، تكشف الدراسات أن واحدًا فقط من كل أربعة أشخاص ينجح في الالتزام بقراراته السنوية، فيما يتخلى معظمهم عنها قبل نهاية شهر فبراير.
لكن باحثين في علم النفس يشيرون اليوم إلى عامل بسيط قد يصنع الفارق بين الفشل والنجاح، وهو "إخبار الآخرين بأهدافك".
ووفق دراسة حديثة، فإن مشاركة قرارات العام الجديد مع الأصدقاء أو العائلة، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعزز فرص الالتزام بها، من خلال زيادة الدعم الاجتماعي وتقليل احتمالات التراجع عند أول عقبة.
ويعود تقليد وضع قرارات رأس السنة الجديدة إلى ما يقارب أربعة آلاف عام، حيث اعتُبر فرصة لإحداث تغييرات جوهرية في الحياة، مثل فقدان الوزن، أو تعلّم مهارة جديدة، أو تحسين الصحة واللياقة البدنية. غير أن الواقع يُظهر أن الحماس غالبًا ما يخبو سريعًا.
وأجرى علماء نفس من جامعة تورنتو الكندية سلسلة من التجارب شملت أكثر من ألف مشارك، طُلب منهم تحديد هدف شخصي يرغبون في تحقيقه، ثم الاختيار بين الاحتفاظ به لأنفسهم أو مشاركته مع أشخاص آخرين، مثل شريك الحياة، أحد أفراد الأسرة، زملاء العمل، أو حتى غرباء.
وتمت مشاركة الأهداف بطرق مختلفة، شملت الحديث المباشر، والبريد الإلكتروني، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي. وبعد مرور عدة أسابيع، تابع الباحثون المشاركين لقياس مستوى الدعم الذي تلقوه ومدى تقدمهم نحو تحقيق أهدافهم.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي والشخصية، أن الأشخاص الذين أعلنوا أهدافهم للآخرين حصلوا على تشجيع أكبر، وكانوا أقرب لتحقيق قراراتهم مقارنة بمن احتفظوا بها سرًّا.
وقال الباحثون في تقريرهم، إن تحقيق الأهداف الشخصية غالبًا ما يكون تحديًا صعبًا؛ بسبب كثرة المغريات والعقبات والمشتتات، مشيرين إلى أن مشاركة الأهداف تُحفّز الأفراد على بذل جهد أكبر والاستمرار في السعي لتحقيقها.
وأضافوا أن مجرد التحدث عن الهدف مع شخص مقرّب قد يكون خطوة بسيطة، لكنها فعّالة، لزيادة فرص النجاح وتحويل قرارات العام الجديد من أمنيات عابرة إلى إنجازات حقيقية.