مدير منظمة الصحة العالمية يدعو إسرائيل إلى وقف "كارثة" المجاعة في غزة
لا تكادُ تخلو أي مائدة إفطار رمضاني في المغرب، من حلوى "الشّباكية" التي يعود اسمها إلى تشابك أجزائها وتداخلها في بعضها، حيث تأخد هذه الحلوى المغربية التقليدية مكانة مميزة في قلب المطبخ المغربي، خاصة خلال الشهر الفضيل.
وتروي هذه الحلوى قصة تاريخ طويل من التقاليد والعادات التي أضحت جزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات والموائد المغربية، حيث تبدأ النساء بالإعداد لها قبل أيام من حلول شهر رمضان.
وما إن يحل شهر شعبان، تبدأ النساء في المغرب، بتحضير هذه الحلوى في المنزل، حيث يقمن بتخليط العجين المكون عادة من الدقيق، السميد، الزبدة، الخميرة، والماء الزهر، وبعض المكسرات، بشكل جيد للحصول على عجينة ناعمة ومتجانسة.
بعد ذلك، يتم فرد العجين إلى رقائق رقيقة، ثم يقطع ويشكل باستخدام قوالب خاصة أو يدوياً، ليأخذ شكلاً مميزاً يشبه الزهور أو الأشكال الهندسية المعقدة.
ويتم قلي الشباكية في الزيت الساخن حتى تصبح ذهبية اللون، ثم تغمر في العسل الساخن لتشربه تماماً، مع إضافة القليل من السمسم، ما يعطيها مذاقا ساحراً.
ويرى العديد أن "الشّباكية" ليست مجرد حلوى، بل هي جزء من التراث الثقافي المغربي، حيث تؤكد عدد من المصادر التاريخية، أن هذه الحلوى تعود إلى العصور الإسلامية، وتعد جزءا من الاحتفالات الدينية والمناسبات الخاصة.
ومع مرور الزمن، تطورت لتصبح جزءاً من الموروث الشعبي الذي يتوارثه المغاربة من جيل إلى جيل.
وفي المغرب، لا تقتصر الشّباكية على كونها حلوى لذيذة فحسب، بل هي أيضا رمز من رموز الضيافة والكرم. ففي رمضان، يتوافد الأصدقاء والعائلة لتبادل الطعام والحلوى، وتعد الشّباكية إحدى الحلويات الأساسية التي يتم تقديمها على موائد الإفطار.
وتتداخل الشّباكية مع العادات الاجتماعية، حيث يتم تحضيرها بكميات كبيرة لتوزيعها على الأقارب والجيران خلال شهر رمضان، ما يجعلها جزءاً لا يتجزأ من كل مائدة إفطار.
وبالرغم أن الشّباكية تعتبر رمزا مغربيا بامتياز، إلا أن تأثيرها الثقافي يمتد إلى العديد من البلدان العربية، حيث تلاحظ وجود نسخ مشابهة لها في المطبخ الجزائري والتونسي.
ولكن، تبقى الشّباكية المغربية فريدة بنكهتها وطريقة تحضيرها الخاصة.
وتظل الشباكية المغربية واحدة من أروع تجليات المطبخ المغربي التقليدي، حيث تتخطى هذه الحلوى كونها مجرد طعام؛ لتصبح تعبيراً عن التاريخ والثقافة، والضيافة المغربية الكريمة، وهي تجسد الترابط بين العائلة والمجتمع خلال المناسبات.
