تساهم مادة الزبدة الغذائية في إضافة العديد من النكهات والقوام الغني للكثير من الأطباق مثل: البيض المخفوق "الأومليت"، الصلصة الهولندية "الهولنديز"، الطبق الأمريكي البيض البيني "بينديكت"، خبز الكرواسون"، وغيرها.
ويمكن صناعة الزبدة في المنزل أو في مصانع المواد الغذائية، وذلك من خلال استخدام أي نوع من حليب الأبقار أو الماعز وغيرها. ويتم تحضيرها من خلال وضع سائل الحليب في إناء طهي ورفعه على نار متوسطة على الموقد.
ثم الاستمرار في تقليب الطبقة العليا "الكريمية" للحليب حتى يتم إطلاق الدهون الموجودة في أغشية الأحماض الدهنية والبروتينات؛ ما يتسبب في تخثر الكريم وتحوله إلى الشكل الشائع للزبدة شبه الصلب.
تاريخ الزبدة
وبحسب موقع "تستينغ تيبل" لأخبار اتجاهات الطعام، تشير السجلات التاريخية إلى أن الزبدة اكتشفت لأول مرة عن طريق الصدفة، من قبل راع كان يسير مع أغنامه في منطقة حارة لمسافات طويلة، ويضع حمولته على ظهرها ومن بينها سائل من حليب الغنم.
ومع اهتزاز الحيوانات على الطرق غير المستوية خلال الرحلة، تحول الحليب إلى شيء مختلف تماماً.
لم تصنع قديما من حليب الأبقار
تتبعت الكاتبة الأمريكية إلين خسروفا، وهي طاهية معجنات سابقة، قصة أصل الزبدة المتمثلة في خض حليب الأغنام والماعز، وليس الأبقار، حيث أظهر لوح من الحجر الجيري اكتشفه علماء الآثار، أنها تعود إلى قبل حوالي 4500 عام.
وأصدرت خسروفا في عام 2017، كتابها بعنوان "الزبدة" لعرض تاريخ هذه المادة الغذائية الشعبية. وتقول في كتابها: "إن الزبدة من المحتمل أن تكون ظهرت لأول مرة في أفريقيا في فترة العصر الحجري الحديث، عندما كان راعي أغنام يسافر مع قطيعه حوالي 8000 قبل الميلاد".
وجاء في الكتاب: "كان الراعي يضع سائلاً من حليب الغنم على ظهر أغنامه لتناوله خلال الرحلة.
وعندما أراد تناول جرعة من الحليب خلال الرحلة، وجده متخثرًا في خليط من الزبدة واللبن".
وتتابع خسروفا في كتابها: "كان الراعي يسير لمسافات طويلة مع أغنامه على أرض غير مستوية، في ظل الأجواء الحارة، مما أدى إلى مخض سائل الحليب إلى شيء مختلف تمامًا ولذيذ بلا شك.
ومنذ ذلك الحين، اكتسبت الزبدة مكانة مرموقة، وقدمها السومريون القدماء لإلهة الخصوبة إنانا، بينما استخدمه الرومان القدماء كبلسم علاجي".
