تكشفت، اليوم الخميس، تفاصيل جديدة حول واقعة احتجاز سيدة كويتية لجثة ابنتها المتوفاة على مدار أكثر من 5 سنوات، في حمام مغلق.
وكان شاب كويتي قد تقدم مؤخرا ببلاغ إلى السلطات الأمنية في منطقة السالمية للإبلاغ عن تحفظ والدته على جثة شقيقته التي توفيت عام 2016.
وأوردت وسائل إعلام كويتية اليوم تفاصيل من اعترافات الأب والأم وجانب من التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة الكويتية حول القضية.
وقال والد الفتاة بأنه منقطع عن التواصل نهائيا مع الأسرة منذ 4 سنوات، وأن زوجته السابقة كانت تمنعه من رؤية أبنائه طوال تلك الفترة.
ونقلت صحيفة "القبس" عن مصدر أمني قوله، إن التحقيقات كشفت عن توتر كبير في علاقة الزوجين قبل 20 عاما، إثر حادثة تعذيب أقدمت عليها الأم بحق أبنائها، بحرق أجسادهم بالسجائر، وقد سجلت قضية بها، أثناء اصطحاب الأب للأبناء إلى المستشفى لعلاجهم من الحروق.
وأبلغ الأطباء محقق الداخلية بالأمر فسجل بلاغا انتهى بالحفظ، بعد تنازل الأبناء للم شمل الأسرة، وكان عمر الفتاة الضحية حينها 11 عاما.
وكشف الأب في أقواله للنيابة العامة أنه انفصل عن الأم منذ 15 سنة نتيجة هذه المشاكل، وأنه انقطع نهائيا عن أخبار الأسرة منذ 4 سنوات، مؤكدا أن قساوة قلب الأم، خصوصا على أبنائها، كانت السبب الرئيس وراء انفصاله، حيث كانت تضربهم بشكل مستمر، بحجة أنها والدتهم وتربيهم.
وبرر الأب خلال التحقيقات غيابه عن أبنائه طوال هذه السنوات، رغم إدراكه بسلوك زوجته العنيف تجاه الأبناء بقوله إن الأم كانت تمنعه من رؤيتهم.
وكانت النيابة العامة قد استدعت الأم والابن المبلغ وشقيقه مساء أمس للتحقيق معهم في ملابسات القضية، وأمرت عقب انتهاء التحقيق الذي استمر لساعات معهم بإخلاء سبيل الابن المبلغ، وحجز الأم وابنها الآخر في مخفر السالمية لحين انتهاء تحريات المباحث حول الواقعة، وظهور تقرير الطب الشرعي حول سبب الوفاة، والذي سيحسم تصنيف القضية عند ظهوره.
وذكرت الصحيفة أن الأم اعترفت خلال التحقيقات بأنها حبست حرية البنت، ولم تقصد التسبب في وفاتها، وإنما كانت تقصد تربيتها ومنعها من الخروج المتكرر من المنزل، لكنها عندما اكتشفت وفاتها، أخفت الخبر خشية انفضاح أمرها واتهامها بالتسبب في ذلك.
وكشفت معاينة رجال المباحث والأدلة الجنائية للشقة أن الأم قامت بإغلاق منافذ التكييف المركزي داخل الشقة بالنايلون حتى لا تتسرب الرائحة الكريهة لباقي سكان البناية، كما قامت الأم بتركيب وحدات تكييف عديدة داخل أرجاء الشقة حتى توفر نظاما جيدا للتهوية، ومنعا لتسرب رائحة الجثة.
وكشفت المعاينة كذلك أن الجزء الذي كانت تقيم فيه الابنة المتوفاة من الشقة، وهو عبارة عن غرفة صغيرة وحمام، تم إغلاقه بقواطع خشبية محكمة جدا من الصعب فتحها، وتبين أن ذلك الجزء لم يتم فتحه منذ عدة سنوات، وممتلئ بالأتربة، كما يعاني من الإهمال وعدم النظافة.
وقالت الأم إنها في أحد الأيام فتحت الباب على الابنة في محبسها لتقديم الطعام والشراب لها، فوجدتها جثة هامدة داخل الحمام، مشيرة إلى خوفها من المساءلة القانونية عن حبس حرية ابنتها، جعلها تلتزم الصمت على خبر وفاتها ولا تبلغ الجهات الأمنية طيلة السنوات الماضية.
وقررت النيابة العامة استمرار حجز الأم وإطلاق سراح الابن الثاني بعد إخلاء سبيل الأول، ويتوقع الانتهاء قريبا من التحقيقات وإحالتها إلى محكمة الجنايات.